شرّف الله تعالى يوم عرفة وفضّله بفضائل كثيرة منها: - أنه أفضل الأيام، لحديث «جابر» رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الأيام يوم عرفة"، رواه «ابن حبان»، وروى «ابن حبان» من حديث «جابر» عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ"، وفي رواية "إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِين". - أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، لما روى «البخاري»: قالت اليهود ل«عمر» إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال «عمر»: إني لأعلم حيث أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت؛ نزلت يوم عرفة، إنا والله بعرفة"، قال «سفيان» "وأشك كان يوم الجمعة أم لا: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا»"، وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام، ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد، وأمام إتمام النعمة، فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها كما قال الله تعالى لنبيه "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ". - أن صيامه يكفر سنتين، قال النبي صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، رواه «مسلم». - أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، فعن «عائشة» رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء"، قال «ابن عبد البر»، وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.