افتتح أول أمس بالعاصمة البوركينابية واغادوغو المعرض الدولي ال9 للكتاب بمشاركة الجزائر كضيف شرف لهذه الدورة، وتسعى هذه التظاهرة الثقافية التي تنظم هذه السنة تحت شعار "الأدب الإفريقي في القرن ال21" إلى أن تكون فضاء يلتقي فيه جميع الفاعلين في عالم الثقافة من القارة السمراء حسبما أكده رئيس لجنة التنظيم «سليمان أودراوغو». تسعى هذه التظاهرة الثقافية التي تنظم هذه السنة تحت شعار "الأدب الإفريقي في القرن ال21" لأن تكون فضاء يلتقي فيه جميع الفاعلين في عالم الثقافة من القارة السمراء حسبما أكده رئيس لجنة التنظيم «سليمان أودراوغو» الذي أوضح أن المعرض يعرف كذلك مشاركة حوالي 50 عارضا من كوت ديفوار والسينغال وغينيا والطوغو، ويمثل الجزائر في هذه التظاهرة العديد من الكتاب والمؤلفين الذين سينشطون العديد من الندوات ذات الصلة بالثقافة الجزائرية، كما يقترحون على الجمهور حوالي 100 عنوان من الأدب الجزائري، وافتتح المعرض في جوّ احتفالي من قبل الوزير الأول البوركينابي «تيرتوس كونغو» بحضور «زهيرة ياحي»، رئيسة ديوان وزيرة الثقافة، وبخصوص اختيار الجزائر ضيف شرف، أوضح «أودراوغو» أن هذه الأخيرة فرضت نفسها بفضل كتابها الكبار الذين تدرس أعمالهم بجامعات بوركينا فاسو، مضيفا أن الجزائر تعد بلدا صديقا، يعمل من أجل الثقافة والهوية الإفريقية، وانطلقت نشاطات المعرض الدولي للكتاب لواغادوغو أول أمس بلقاء متبوع بنقاش ضم باحثين من البلدين وطلبة بوركينابيين حول الأدب المغاربي، وسجّل البوركينابي «إيسو غو» في مداخلته التشابه بين أدب البلدين في المواضيع التي يتم التطرّق إليها، مُبرزا بعض المميزات، وذلك منذ فترة ما قبل الاستقلال إلى غاية أيامنا هذه، ومن جهتها أبرزت «زوبيدة معمرية» كفاح رجال الأدب الجزائري من أجل التحرير وترقية الهوية الإفريقية لشعوبها، وأضافت في هذا السياق أن المؤلفين الجزائريين يطالبون دوما بنهضة الثقافة الإفريقية بعيدا عن الصور السلبية التي نقلها المستعمرون. عيد الأضحى لا يحول دون الحضور عرف الجناحان الجزائريان بالمعرض الدولي للكتاب بواغادوغو توافدا معتبرا بالرغم من إحياء عيد الأضحى المبارك، وتميّز الجناحان منذ صبيحة أمس بتوافد كبير للجمهور، سيما الشباب ومتعاملين في مجال النشر، بحثا عن الجديد وفرص الأعمال، ويعرض الفضاء الجزائري مؤلفات لوزارة الثقافة والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، تتكون من عناوين مختلفة تمس مختلف مجالات المعرفة والأدب، وفي تصريح، أشار بعض الزوار إلى أن هذا الازدحام راجع إلى الأسعار المعقولة المطبقة على بيع الكتب، وفي هذا الإطار صرّح ممثل المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية «نور الدين ماموزي» أن المؤسسة بذلت جهدا لتحديد الأسعار، علما أنه يتم بيع الكتب دون رسوم أو ضرائب خلال هذه التظاهرة، ويعرض فضاء المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ما يفوق 400 عنوان في مختلف التخصصات، وأشار المسؤول ذاته إلى أن المؤسسة التي تنشر حاليا ما يفوق 56 مليون كتاب سنويا بفضل اقتناء أجهزة طبع متطوّرة مؤخرا، تسعى للتوجه نحو السوق الدولية، سيما السوق الإفريقية والاستثمار في مجال الكتب المدرسية وشبه المدرسية، ويشكل المعرض الدولي ال9 للكتاب بواغادوغو فرصة كبيرة لولوج هذه الأسواق الواعدة، ومن جانبه صرّح «حاج ناصر»، مدير الكتاب والثقافة على مستوى الوزارة أن المؤلفات المعروضة بجناح وزارة الثقافة ليست للبيع، مضيفا أنه سيتم إهداؤها للهيئات الثقافية ببوركينافاسو بعد اختتام هذا الحدث الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية ال30 من الشهر الجاري، وكانت ممثلة وزيرة الثقافة «زهيرة ياحي» قد ذكرت في مداخلتها الافتتاحية أمام رئيس الحكومة البوركينابي بنجاح المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر والذي سمح بإعادة بعث النشاطات الثقافية والمبادلات بين الدول الإفريقية، وأضافت "تواجدنا بينكم اليوم يسمح لنا كذلك بإطلاعكم على التقدمات المحرزة في الأدب والنشر الجزائري ومدّ جسور تعاون مستديم يعود علينا بمنفعة متبادلة في مجال الكتاب"، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، حضر أمس إلى جانب أعضاء الوفد الجزائري، مسؤولون سامون ممثلون عن قطاع الثقافة ببوركينافاسو من بينهم رئيس لجنة تنظيم المعرض الدولي ال9 للكتاب «سليمان وادراوغو» وعميد هذه الدورة الروائي «تييرنو مونينيمبو» الذي درس بالجزائر عدة سنوات حفلا نظمته سفارة الجزائر بواغادوغو.