من الطبيعي جدا أن تتكون غازات في القولون نتيجة لتناول الأطعمة الصحية والمفيدة، وإخراج الغازات لا يُعتبر طبيا علامة لأي أمراض عضوية في الجهاز الهضمي، بخلاف ألم البطن أو تغير لون البراز أو غيرها من الأعراض المرضية. ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، قد يصل عدد مرات إخراج الإنسان الطبيعي للغازات إلى حد 20 مرة في اليوم، وعليك أن تلاحظ أن الغازات لا تأتي من البروتينات ولا من الدهون، بل مصدرها هو أنواع معينة من السكريات المعقدة أو الكبيرة الحجم في تركيبها الكيميائي، وهذه الأنواع من السكريات لا يستطيع الجهاز الهضمي لدى الإنسان القيام بعملية هضمها وتفكيكها إلى سكريات بسيطة كي تمتصها الأمعاء الدقيقة، وما يحصل هو أن هذه الأنواع من السكريات غير المهضومة تصل إلى القولون، وفي القولون تُوجد مستعمرات من البكتيريا الصديقة، حيث تقوم هذه البكتيريا الصديقة بهضم وتفتيت هذه السكريات المعقدة، ومن ثم يخرج الغاز خلال عملية الهضم في القولون بالذات، ففي البداية تكون الغازات لا رائحة لها ، وما يُعطي للغازات رائحة كريهة هو تناول أطعمة بها مركبات تحتوي على عنصر الكبريت، أي مثل البيض أو القرنبيط أو غيرهما. وبخلاف عدم قدرة البعض على هضم سكريات الحليب ومشتقات الألبان، ومعاناتهم بالتالي من الغازات عند تناولها، فإن المنتجات النباتية بالعموم هي التي قد تتسبب بالغازات لغالبية الناس. وهناك مصدران أساسيان لهذه السكريات المعقدة التي لا يُمكن للأمعاء هضمها. * الأول، الألياف النباتية الموجودة في الخضار أو الفواكه أو البقول أو الحبوب. * الثاني أنواع معينة من السكريات الموجودة في البقول، كالفول أو الفاصوليا أو غيرهما. وبالنسبة للذين يتسبب الحليب بحدوث الغازات لديهم، فإن تناول لبن الزبادي هو الحل لإمداد الجسم بالكالسيوم وفيتامين دي. والسبب أن البكتيريا الصديقة المُستخدمة في إعداد لبن الزبادي تقوم بتحليل سكريات الحليب، ما يسهل على جسم الإنسان هضمه وامتصاص سكرياته دون ظهور الغازات. وبالعموم، لا توجد جدوى عالية من تناول أدوية معالجة الغازات، بل المفيد هو مراقبة المرء لما يتناوله من الأطعمة، وتقليل تناول ما يتسبب في الغازات منها.