يلعب مركز الكشف الطوعي عن داء فقدان المناعة المكتسبة الكائن بحي «قمبيطا» بوهران الذي تشرف عليه جميعة الحماية من السيدا "حق الوقاية" دورا هاما في الحد من انتشاره لاسيما في الوسط الذي يحيط الأشخاص المصابين. وحسب رئيس الجمعية الدكتور «تاج الدين عزيز»، فإن هذا الفضاء الجمعوي الذي يعد المركز الوحيد على مستوى الجهة الغربية للبلاد يقدم عدة خدمات من أبرزها إجراء تحاليل الدم للراغبين في الكشف الطوعي عن هذا الداء بالمجان وفي سرية تامة، وقام هذا المركز الذي يشرف عليه طاقم يتشكل من أطباء ومختصين في علم النفس بإجراء 954 تحليلا مما أسفر عن اكتشاف 9 حالات فقط حاملة للفيروس بوهران خلال سنتي 2008 و2009، غير أنه يبقى الإقبال على هذا المركز ضعيفا وهذا راجع لمخاوف المواطنين، كما أن عملية الكشف عن هذا الداء لا تزال تمثل طابوها في مجتمعنا، يذكر أن التحاليل قد مست جميع شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها التعليمية والاجتماعية، وأشار المصدر ذاته إلى أن التحاليل استهدفت حتى الأطفال الصغار، مشيرا إلى ضرورة إعطاء أهمية قصوى للأم المصابة بهذا الداء الذي ينتقل إلى طفلها أثناء الحمل، كما يقدم هذا المركز الذي أنشئ في سنة 2007 خدمات أخرى منها التحاليل بعد اكتشاف الإصابة بهذا الداء الذي يتم إحياء اليوم العالمي لمكافحته والوقاية منه كل يوم فاتح ديسمبر وكذا توزيع الواقيات مجانا إضافة إلى النشاط التحسيسي والتوعوي للمترددين عليه بغية الوقاية منه، ومن جهة أخرى دعا أحد زوار المعرض التحسيسي الدائم الذي يحتضنه مقر مركز الجمعية إلى تعميم هذا النوع من المرافق على مستوى الوطن بهدف الحد من انتشار الداء في المجتمع مع التركيز على الجانب الوقائي الذي يعد أساس كل نشاط توعوي بإشراك مختلف الهيئات لاسيما المساجد والهياكل الشبانية والمؤسسات التعليمية، وبخصوص مجال الوقاية فإن جمعية "حق الوقاية " قامت في إطار مشروعها " التربية والجنس" الذي انطلق منذ سنة 2008 وشمل مختلف المؤسسات التربوية بعمليات تحسيسية مست أكثر من 1000 شاب ينشطون بمختلف المرافق الشبانية كما يعمل فريق المركز المذكور في نفس الإطار على تعزيز علاقاته مع المرشدات الدينية والأئمة بهدف نشر ثقافة الوقاية من هذا المرض، ومن أجل كسر طابو الكشف عن السيدا قامت نفس الجمعية بإعداد كتيب صغير يحمل عنوان "مراكب الأمل" باستعمال اللغة العامية، حيث يعالج قصة قرية تغرقها الفيضانات لتنقذها ثلاث مراكب ترمز إلى الوسائل الثلاث للوقاية من الداء وهي الوفاء في الحياة الزوجية والثانية "الامتناع عن كل علاقة جنسية" والثالث "الواقي" أو العازل الطبي.