جسّدت العديد من المشاريع ذات الصلة بالهياكل الثقافية، فيما لا تزال أخرى في طور الإنجاز بولاية عين تموشنت التي تسعى في السنوات الأخيرة إلى تدارك العجز المسجّل في هذا القطاع، ومن بين المرافق المُنجزة، تجدر الإشارة إلى ملحقة المكتبة الوطنية «مالك بن نبي» والمكتبات البلدية، في حين تتجاوز نسبة تقدم أشغال بناء المركب الثقافي 75 بالمائة حسب مدير الثقافة، وينتظر استلام المركب الثقافي المُنجز بالجهة المقابلة لمقر الولاية على مساحة 5010 أمتار مربعة حسب مخطّط معماري هندسي مُستوحى من الثقافة المعمارية المغاربية في غضون شهر جوان 2010، ويتكوّن هذا المشروع من 4 طوابق وآخر أرضي، حيث يضم ورشات فنية وقاعات للمطالعة للأطفال والكبار والإعلام الآلي والندوات، فضلا عن مسرح بالهواء الطلق يسع ل250 مقعدا، مع العلم أنه خصّص لعمليتي الإنجاز والتجهيز غلاف مالي قدره 330 مليون دج، وسيعوّض هذا المرفق بمجرد الشروع في استغلاله دار الثقافة المحاذية له التي سيتم تهيئتها -حسب المصدر نفسه- لاحتضان مكاتب للتنشيط والتكوين، ومن أجل تدعيم الهياكل المتوفّرة وترقية قطاع الثقافة في أحسن الظروف، اقترحت ولاية عين تموشنت في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014 مشاريع هامة من شأنها إعادة بعث الأنشطة الثقافية بالمنطقة حسب المسؤول ذاته، ويتعلّق الأمر بإنجاز متحف للولاية وملحقات لمعهد التكوين الموسيقي ومدرسة للفنون الجميلة، إلى جانب دراسة مخطّط لحماية وإعادة الاعتبار للمواقع والمعالم التاريخية بالولاية، وللإشارة يتضمّن هذا التراث الهام الموقع المصنف "سيقا" أو مملكة النوميديين للغرب وضريح "سيفاكس" ومسجد وزاوية "سيدي يعقوب" وجزيرة «رشغون»، وأكد المصدر نفسه ضرورة مساهمة المركز الجامعي الجديد في مسار هذه الدراسة والتصنيف، خاصة عن طريق فتح فروع في التاريخ وعلم الآثار، بالنظر إلى الإشعاع العلمي والحضاري لمملكة "سيقا"، كما تطمح الولاية إلى تسجيل مخطّط للتصنيف والقيام بأشغال مستعجلة من أجل الحفاظ على التراث العقاري الذي يعود تاريخه إلى الفترة الاستعمارية، ويتعلّق الأمر بفيلات وكنائس ومقرّات للبلدية، خاصة ب«حمام بوحجر» التي تضم معالم بالإمكان أن تحظى بتصنيف من «اليونيسكو»، يضيف المصدر نفسه، ومن جهة أخرى قرّرت وزارة الثقافة تجسيد مشروع يرمي إلى إعادة الاعتبار لقاعتين للسينما بعين تموشنت وتحويلهما إلى قاعة للمسرح ومتحف للسينما، حيث يتوقّع أن يحتضن المرفق الأول نشاطات الطبعة القادمة للمهرجان الوطني الثقافي لمسرح العرائس.