يعد «سليم سهالي» المولود في سنة 1956 بمدينة «مروانة» بباتنة واحدا من أبرز الوجوه الثقافية بمنطقة الأوراس التي اهتمّت بالتراث الأمازيغي بمختلف أبعاده، وعلى الرغم من تعدّد مواهبه، من كتابة نصوص مسرحية وأغان ورسم وكاريكاتير وتلحين وغناء، فإنه تميّز ببحوثه في التراث الغنائي الناطق بالأمازيغية، وهو حاليا بصدد وضع اللّمسات الأخيرة على كُتيّب حول هذا النوع من الغناء بمناطق ورقلة والقبائل والأوراس، وكان الفضل ل«سليم سهالي» في تأسيس فرقة "ثازيري" أو "القمر للغناء الشاوي" بباتنة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث شكّلت بدايات الكثير من الفنانين المحليين الذين توجّهوا فيما بعد للغناء الشاوي ومن بينهم «حسان دادي» والمرحوم «كاتشو»، ولم يكن «سليم» غريبا على الساحة المسرحية، حيث كان من بين الأوائل المهتمين بأب الفنون بباتنة، إذ قدم في بداية الثمانينيات مسرحية "إلى الخلف دور" التي يقول عنها الفنان "جلبت لي الكثير من المتاعب، لكنها لم تُثن من عزيمتي"، ورحلة «سليم» مع المسرح كانت أداء وكتابة وحتى تأليفا موسيقيا، ومن بين أعماله المسرحيتين الاستعراضيتين "ناسليت النوانزار" أو "عروس المطر"، مع مسرح باتنة الجهوي وكذا "تين هينان"، مع تعاونية هيئة بالعاصمة، كما توّج في طبعتي المهرجان الوطني للمسرح المحترف لسنتي 2008 و2009 بجائزتي أحسن موسيقى الأولى عن مسرحية "الحوات والقصر" مع مسرح قسنطينة الجهوي والثانية عن "قاضي الظل" لمسرح باتنة الجهوي، وكتب مؤخرا نص مسرحية "اجماضن تارجايين" أو "ضفة الأحلام"، وهي مسرحية ناطقة بالشاوية لمسرح باتنة الجهوي، ستعرض خلال فعاليات المهرجان الوطني الأول للمسرح الناطق بالأمازيغية الذي تحتضنه مدينة باتنة منذ ال10 من الشهر الجاري وإلى غاية ال18 منه، وهو عمل فني يعالج قضية الهجرة السرية، ويعكف الفنان حاليا على إنجاز عمل شبه ملحمي حول تاريخ الجزائر من حضارة الطاسيلي إلى سنة 1962 بالأمازيغية.