أكدت مصالح الطب البيطري والأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان بباتنة، أن داء الكلب سجل ارتفاعا كبيرا بالمنطقة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث بلغ عدد بؤر الداء بالمنطقة 48 بؤرة يتمركز معظمها بالبلديات الجنوبية وبعاصمة الولاية، وهو ما يعتبر رقما كبيرا حسب ذات المصالح وتعود أسبابه بالدرجة الأولى إلى عدم الاعتناء بالمحيط وبنظافة الحيوانات الأليفة ومحاربة المتشردة منها، لا سيما الكلاب التي تعتبر الناقل الأول للمرض، وفي ظل الانتشار الواسع لتربية الكلاب في المنازل واتخاذ بعضها مظهرا من مظاهر التفاخر وسط الشباب والمراهقين، لا سيما السلالات النادرة فقد دعت المصالح البيطرية مالكي الحيوانات إلى التقرب بصفة دورية من الأطباء المختصين لإجراء فحص شامل لحيواناتهم وأكدت أن معظمها حامل للمرض لقلة الاعتناء بها من الناحية الطبية. كما نظمت مؤخرا حملة تلقيح بالمجان للكلاب والحيوانات التي تعيش مع الإنسان. يذكر أن السلطات الولائية أصدرت قرارات عديدة بضرورة القضاء على الحيوانات المتشردة عبر الكثير من مناطق الولاية، لا سيما تلك التي اشتكى سكانها من الانتشار الكبير للكلاب الضالة وفرضها حظر تجوال على المواطنين وتحولها إلى مصدر إزعاج لهم خلال الليل بسبب النباح المستمر، وتعتبر الكثير من المناطق بباتنة بؤرا نسبية لبعض الأمراض المتنقلة للإنسان من الحيوان. وقد كشفت معلومات مطلعة أن المصالح الصحية سجلت خلال السنة المنقضية ارتفاعا في عدد الإصابة بهذا النوع من الأمراض مقارنة بالسنة التي قبلها على غرار الحمى المالطية، حيث سجلت 95 إصابة بالمقابل ل 35 حالة سنة 2010، وقد ارتفعت حالات العض الحيواني خلال نفس الفترة بواقع 3410 حالات بالمقابل ل 2700 عضة في سنة 2010 رغم حملات التحسيس وسط المواطنين وحملات المصالح المختصة في مختلف البلديات للقضاء على الكلاب والحيوانات الضالة. وحسب المختصين، فإن مظاهر الترييف وغياب التنمية التي تعيشها بعض البلديات زادت من نسبة العض الحيواني الذي يستدعي التحرك العاجل من أجل الحد من انتشار هذا الداء الخطير على الإنسان بالدرجة الأولى.