سجلت المصالح الصحية بباتنة في إحصائياتها لسنة 2010 أكثر من 1840 إصابة جديدة بداء الليشمانيوز خلال نفس الفترة، بزيادة 400 إصابة عن السنة التي قبلها، وهو رقم عدّه المختصون مخيفا ويستدعي وقفة جادة لدراسة وقف زحف الداء على مناطق معينة بباتنة مثل بريكة والجزار وبعض البلديات الجنوبية، بعد أن صنفت مدينة بريكة كأكبر البؤر الوطنية للداء من طرف لجنة عن وزارة الصحة. يشهد عدد الإصابة بالمرض تزايدا ملحوظا من سنة إلى أخرى رغم ما تقوم به المصالح الصحية من توعية وتحسيس للمواطنين بضرورة التقيد بالتدابير الوقائية واحترام شروط النظافة وتجنب الرمي العشوائي للقمامة في زوايا الشوارع و الأماكن العمومية، وترك أكياس الفضلات عرضة لعبث القطط والكلاب الضالة. وهي المظاهر السلبية التي باتت تميز الأوساط الحضرية المصنفة كبؤر لليشمانيوز بجنوب الولاية خصوصا، إضافة إلى مظاهر ترييف المدينة من قبل بعض السكان الذين يعمدون إلى تربية بعض الحيوانات الأليفة والداجنة داخل التجمعات السكانية وتركها تجوب الأحياء طوال النهار، ما أسهم في انتشار الروائح الكريهة جراء الإفرازات الحيوانية، لأمر الذي ساعد على تكاثر الذباب وباعوض ”ذباب الرمل” المعروف محليا ” بناموس بسكرة” كمسبب أساسي للداء، حيث ينقله من الحيوان إلى الإنسان عن طريق اللسع. وترى مصادر طبية أن الفضلات الحيوانية التي تستعمل كسماد للتربة وتخزن داخل التجمعات السكانية تعد دافعا رئيسيا لتزايد الإصابات، وتضيف بأن المصاب لا يحس بأعراض الداء إلا بعد فترة تمتد من عشرة أيام إلى ثلاثة أشهر تظهر بعدها بقع جلدية حمراء ثم تميل إلى البياض مع مرور الوقت مسببة حساسية وقيحا. وتكون الإصابة أكثر خطورة إذا طالت الأطفال الصغار، كما تعد الأجواء الدافئة التي تتميز بها المناطق الجنوبية أنسب مناخ لتكاثر باعوضة بسكرة، مع العلم أن الجهات المعنية رصدت خلال السنة الماضية مبالغ معتبرة لاقتناء المبيد المضاد للحشرة، بعد جرد الأحياء المعنية بعملية الرش عبر إقليم الولاية غير أن العملية اصطدمت بعراقيل أهمها قلة الأعوان المكلفين بها. ويرى مختصون أن الحرص على نظافة الشوارع ونقاوة البيئة والقضاء على الحيوانات الضالة هي أنجع وسيلة لوقف زحف هذا الداء.