علمت " البلاد " من مصادر مطلعة أن مجموعة من الأساتذة و المهتمين باللغة الأمازيغية بمنطقة الأوراس مثل ولاية باتنة و خنشلة و أم البواقي ، توجهوا مؤخرا برسالة شكوى غلى وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد و الوزير الأول عبد المالك سلال بخصوص ما يواجهونه كل موسم من مشاكل في الكتب المدرسية للغة الأمازيغية و التي تعتمد اللهجة القبائلية دون غيرها من اللهجات ، رغم المناشير الوزارية الصادرة في هذا الشأن و التي تنص على تعميم تدريس الأمازيغية باعتماد كل لهجاتها تبعا للمنطقة ، و أكد المشتكون أنهم يصطدمون في كل موسم دراسي ببقاء الكتاب المدرسي على حاله مكتوبا باللهجة القبائلية و موجها لتلاميذ المناطق التي تتحدث بالشاوية مثل الولايات المذكورة ، و هو ما يسبب صعوبة بالغة للتلاميذ سيما في الطور المتوسط فضلا على أنه يلزمهم بلهجة غير التي تعودوا عليها و يتحدثونها في يومياتهم مع أسرهم و جيرانهم كونها تمثل جانبا مهما من ثقافتهم اليومية و هويتهم الحضارية ، و حسب بعض الأساتذة فإن الأمر يعد تهميشا للثقافة المحلية و إجبارا للتلاميذ على دراسة اللغة القبائلية تحت طائلة الرسوب ، ما دام الكتاب المدرسي للغة الأمازيغية يعتمد القبائلية فقط دون غيرها من اللهجات الأمازيغية ، و أكد الأساتذة في شكواهم أن إصلاح المنظومة التربوية لا يكون بمحاباة منطقة على حساب منطقة أخرى حسب تعبير احد المهتمين ، كما أكد الأساتذة المحتجون أن المرسوم الوزاري الصادر منذ 6 سنوات و الذي ينص على تكييف كتب تدريس الأمازيغية ، لم يجد طريقه إلى التجسيد حتى اليوم و لأسباب مجهولة ، و قد زاد ذلك في غضب بعض الأساتذة الذين رفضوا صراحة استعمال الكتب الحالية بعد أسبوعين من الدخول المدرسي ، مؤكدين على أن اللهجة القبائلية المعتمدة بها معقدة و غير مفهومة ، و تشكل عائقا حقيقيا للتلاميذ في الامتحانات خصوصا شهادة التعليم المتوسط ، و قال الأساتذة بأنهم لم يشاركوا في وضع هذه الكتب ، و هو ما يعد خرقا للقانون ، و لم يستبعد الأساتذة على لسان أحدهم ان يلجؤوا للعدالة ضد وزارة التربية بخصوص تعطيل تطبيق المناشير الوزارية القاضية بطبع كتاب الأمازيغية بكل لهجاتها تكريسا لتعميم تدريس الأمازيغية المنصوص عليه قانونا ، و تجدر الإشارة إلى أن تعلييم اللغة الأمازيغية بمنطقة الأوراس حسب الأساتذة يصطدم بعديد المعوقات مثل الإشكال المذكور بالإضافة إلى نقص التأطير و هو ما ينتظر أن يسده فرع اللغة و الثقافة الأمازيغية المفتوح مؤخرا بكلية الأدب و اللغة العربية بجامعة الحاج لخضر بباتنة