اقتربت ساعة الحسم بالنسبة للعديد من الكباش التي سيضحى بها الأحد القادم بمناسبة عيد الأضحى، في الوقت الذي تساهم فيه الخرفان في ملء جيوب العديد من الشباب عبر مبارة الكباش. اصطف العديد من الشباب قبيل المغرب بأحد أحياء المدنية من أجل انتظار مهدي وعمر اللذين جلبا الكبشين “القذافي” و”صالح”، الكل يصرخ لكن الكثير من الشبان كان يتمنى النهاية للكبش القذافي الذي بدا في كامل قواه وقد تم تزيينه بالحناء واللون الأخضر. وانتهت المبارزة بعد جولات من الكر والفر بأن قبض مهدي ثمن المبارزة أي 50 مليون سنتيم وهو ثمن قطيع من الغنم يمكن أن يساعد الفقراء على الاحتفال بعيد الأضحى، يقول مهدي إن كبش المبارزة يكلفه كثيرا خاصة أنه يخوض العديد من المبارزات في اليوم وكثيرا ما ينهزم أو يصاب بعاهات، وهو ما يدفعه الى إخذه إلى البيطري في زيارات دورية. ويجد مربو هذا النوع منالكباشالموجه للمصارعة لذة خاصة في تنظيم هذا النوع من المنازلات التي يجري التحضير لها قبل الموعد بأسابيع، حيث يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن النصر، إضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المبارز أمام خصومه، وعندما تحتدم المواجهات التي قد تستغرق ساعات إذا كانت حامية الوطيس وتُشكل لها لجان تحكيم خاصة من العارفين بقواعد اللعبة، يسارع مدربوالكباش المهزومة إلى رمي المنشفة حينما يتضح عجز كباشهم عن تحمل المبارزة، ومقاومة آثار الصدمات التي تعرضوا لها. وشهدت مؤخرا ساحة المبارزات بالمدنية حيث كان أحدهم منغمسا في الفرجة على المبارزة التي جمعت كبشين قويين أحدهما خصص للمبارزة منذ سنوات وذاع صيته بين الجميع، وبينما كان الجميع كذلك حتى انحرف أحد الكبشين ناحية المتفرجين مما أدى إلى إصابة أحدهم على مستوى البطن وغرست تلك القرون في أحشائه فسقط مغمى عليه، ولم يفق إلا بعد نقله إلى أقرب مستوصف حيث تلقى الإسعافات الضرورية، وحالة تلك السيدة التي كانت في الطريق فباغتها كبش تملص من صاحبه فهجم عليها وتسبب في سقوطها، وانتابها الخوف والفزع خاصة أنها كانت حاملاً، لكن ولحسن حظها أسعفت من طرف من كانوا معها فمسكوا الكبش الثائر في الوقت المناسب. وانتشرت في الفايسبوك واليوتوب العديد من الصور والفيديوهات التي تظهر تحمس الشباب لرؤية المبارزات أمام استنكار البعض من انحراف هذه الهواية عن خطها المرسوم وتحولها الى وسيلة للكسب غير المشروع، وتساءل الكثير عن غياب السلطات في مثل هذه المناسبات وغياب وزارة الشؤون الدينية والتوعية عبر المساجد.