شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء مع مفتيي الإدارات الروحية للمسلمين في روسيا بمدينة أوفا في منطقة الأورال وسط روسيا اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر على أن الإسلام جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا وعنصر هام من الثقافة الروسية، وأن روسيا لن تسمح لأحد بضرب الصداقة بين مختلف القوميات التي تعيش فيها. وبحث بوتين خلال اللقاء مع المفتيين الذي عقد بمناسبة الذكرى السنوية ال 225 لتأسيس الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا القضايا الملحّة المتعلقة بالعلاقات بين الدولة والمنظمات الدينية للمسلمين. وقال بوتين إن الإسلام "عنصر بارز من الكود الثقافي الروسي وجزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي". واعتبر بوتين تأسيس الإدارة الروحية للمسلمين مثالا على "التسامح الديني والحكمة"، مشيرا إلى أن روسيا لم تعرف الحروب أو النزاعات الدينية.وما دفع إلى تأسيسها هو خبرة بناء حضارة فريدة تجمع بين الغرب والشرق. ولفت إلى أن كل قومية حافظت على هويتها. وأشار بوتين إلى أن الوحدة القومية في روسيا ترسّخت بفضل الحوار الوثيق بين مختلف الثقافات والأديان، والمبنيّ على أساس قيم أخلاقية مشتركة. بوتين: هناك محاولات لتسييس الدين يجب التصدي لها وقال بوتين خلال اللقاء: "يشهد العالم الآن عملية تسير بوتائر عالية، وهذه العملية التي ليست ايجابية دائما، هي عملية تسييس الدين بمختلف الاتجاهات، بما في ذلك تسييس الإسلام. وفي هذه الظروف تواجه السلطات الروسية والمجتمع الإسلامي في روسيا قضايا ومهام جديدة لا يمكن حلّها إلا بجهود مشتركة". وتابع بوتين قائلا إن "بعض القوى السياسية تستغل الإسلام، وعلى وجه التحديد تياراته الراديكالية التي لا تعتبر طبيعية بالنسبة للمسلمين في روسيا، بهدف إضعاف دولتنا، وإنشاء مناطق داخل الأراضي الروسية تجري فيها نزاعات موجهة من الخارج، ولدق إسفين بين مختلف القوميات داخل المجتمع الإسلامي ذاته، وإشعال ميول انفصالية في الأقاليم".