لم يهضم مفتشو التربية والتعليم الابتدائي بولاية معسكر الإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية في حقهم والقاضية بتنزيل رتبهم. وقالت المجموعة الغاضبة إن هذه التدابير جاءت لتدخل اليأس في نفوس العاملين في القطاع وتثنيهم عن مواصلة المشوار بالعزيمة نفسها الماضية. حيث وصفوا التنزيل بالإهانة والمساس بمسيرة تربوية هائلة لم تتخللها أية نقائص أو عيوب في التدريس أو التسيير. في السياق ذاته، أكد بيان هؤلاء المفتشون أنهم يفكرون حاليا في تحقيق إجماع العودة إلى التدريس بدلا من مواصلة مسيرة التفتيش، حيث فضلوا العودة إلى ذلك أحسن من البقاء كمسيرين مجردين من كامل الحقوق، بعد أن تحول القطاع إلى رتبة على حد تعبيرهم. ومضوا في القول إن الوزير بن بوزيد بات مطالبا بالعدول عن هذه الإجراءات القاسية التي لم تراع جهدهم المضني طيلة ربع قرن من الرسالة التربوية، في تأكيد على مراجعة بعض مواد القانون الأساسي لسلك المفتشين ليتواءم وتصور المفتشين الطامحين إلى تحسين ظروف عملهم من أجل تشجيعهم على التكيف مع الإصلاحات الجديدة في شقيها البيداغوجي والتربوي. وكان إجراء تنزيلهم من رتبتهم القطرة التي أفاضت كأس غضبهم وجعلهم يشككون في نوايا الوزارة في دفع قطار الإصلاحات إلى الأمام، إذ أعربوا عن استهجانهم وسخطهم حيال مضمون القانون الأساسي لسلك المفتشين الذي لم ينتبه إليه القائمون على وزارة بن بوزيد، إلى أن أكد البيان، تلقت ''البلاد'' نسخة منه، أن الوصاية لم تعد ترغب في الحرص على هذا السلك. كما عبّر المفتشون عن غضبهم إزاء حرمانهم من منح التنقل اليومي وحتى الاستفادة من القروض المخصصة لاقتناء سيارات خاصة، علما أن بيان المفتشين المهددين بالعودة إلى التدريس والتخلي عن مهمة التفتيش، وأوضح أن الوزارة قامت بتنزيلهم من الصنف 16إلى الصنف 13، الأمر الذي دفعهم لإبداء سخطهم على هذه الإجراءات وتأكيدهم على أن القانون الأساسي كان مهزلة بجميع المعايير.