ربما يرغب سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في إنهاء العمل بنظام الجولة الفاصلة في التأهل لكأس العالم إلا أن الإثارة والتوتر والفرحة واليأس التي ستصاحب الأسبوع المقبل لن يكون لها مثيل مقارنة بمشوار التصفيات الذي استمر لعامين. ومن المقرر حسم أخر 11 مقعدا في نهائيات العام المقبل بالبرازيل، حيث ستقام المباريات عبر العالم بداية من العاصمة الأردنيةعمان وحتى ولنجتون مرورا بمكسيكو سيتي وريكيافيك، حيث يواجه 22 فريقا الفرصة الأخيرة للبحث عن المجد. ويبدو أن أوروجواي بطلة أمريكا الجنوبية والفائزة بكأس العالم مرتين، والتي بلغت قبل النهائي بجنوب افريقيا 2010 قريبة من إيقاف مسيرة الأردن نحو بلوغ النهائيات لأول مرة. وتأمل المكسيك التي استضافت كأس العالم مرتين من قبل العودة لمستواها امام نيوزيلندا متصدرة منطقة الاوقيانوس بينما ستسعى منتخبات ايسلندا واثيوبيا وبوركينا فاسو وصيفة نيجيريا بطلة افريقيا لأول ظهور لها في أكبر حدث رياضي كروي. كما ستشهد هذه المرحلة من التصفيات الحسرة والفرحة لواحد من افضل اللاعبين على مستوى العالم. وستكون قمة المواجهات الاوروبية الاربع بين البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش قائد السويد حيث لا يوجد مجال كبير لترجيح كفة احد الفريقين على الاخر قبل اللقاء الذي ستشهده لشبونة غدا الجمعة مع اقامة مباراة الذهاب في ستوكهولم يوم الثلاثاء المقبل. ولم يكن تعليق بلاتر بانه يجب الاستغناء عن الجولات الفاصلة لانها "طريقة مؤلمة للخسارة" مستندا فقط لرغبة رئيس الفيفا في التخلص من كافة المشاعر المصاحبة وسط مخاوف بشأن الاضرار بمشاعر اللاعبين مع خروج بلادهم من التصفيات. ونادرا ما يتحدث بلاتر عن أي شيء بصفة رسمية بدون ان يكون لها مدلول سياسي لشخص اخر. وجاء هذا التصريح في اعقاب تصريحات صدرت مؤخرا بان اوروبا لديها الكثير من الفرق في النهائيات على حساب اسيا وافريقيا. ورد الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي باقتراح مشاركة 40 فريقا في كأس العالم عن طريق إضافة ثمانية منتخبات من اسيا وافريقيا. وبينما يسعى بلاتر وبلاتيني لتسجيل بعض النقاط السياسية في مرمى بعضهما البعض فان الاهداف الحقيقية ستنهمر في 11 مواجهة مثيرة. ولا يمكن التفكير في كأس عالم بالبرازيل بدون مشاركة الجارة اوروجواي بقيادة ثنائي الهجوم لويس سواريز وادينسون كافاني في مواجهة الأردن الذي بلغ ملحق التصفيات عقب تخطيه عقبة اوزبكستان في جولة فاصلة في اسيا. وفازت اوروجواي على البرازيل 2-1 في ريو دي جانيرو لتصبح بطلة العالم في 1950 وهو انتصار تردد صداه عبر الاجيال في دولة لا تريد شيئا اكثر من الثأر لنفسها حتى وان كان هذا يعني الانتظار 64 عاما. وبينما تسعى إوروجواي لمكان في كأس العالم للمرة 12 عن طريق حرمان الأردن من التأهل فان منتخبات ايسلندا وإثيوبيا وبوركينا فاسو تحلم وعلى مستويات مختلفة بالظهور الأول في النهائيات. وستكون ايسلندا البالغ عدد سكانها 320 الف نسمة اصغر دولة على الاطلاق تتأهل لكأس العالم إذا تخطت عقبة كرواتيا. وفي ظل وجود المدرب السويدي المخضرم لارس لاجرباك وتشكيلة رائعة من اللاعبين الشباب الموهوبين فان بامكان ايسلندا الفوز والتأهل. كما أن لاجرباك الذي تولى تدريب نيجيرياوالسويد في نهائيات كأس العالم من قبل سيكون مهتما بدون شك بما سيقدمه منتخب بلاده امام البرتغال بينما ستتقابل اوكرانيا مع فرنسا واليونان مع رومانيا. وتلقت فرنسا بطلة العالم 1998 ووصيفة بطلة العالم 2006 مساعدة خلال الملحق الاوروبي قبل اربع سنوات بعد لمسة اليد الشهيرة لتييري هنري والتي مهدت الطريق لتخطي عقبة ايرلندا. ومن الممكن أن تكون فرنسا بحاجة لكافة اوجه المساعدة للاطاحة باوكرانيا. ولن تكون مهمة فرنسا سهلة امام اوكرانيا التي أتيحت لها فرصة انتزاع صدارة مجموعتها حتى المراحل الاخيرة قبل ان تكتفي بالمركز الثاني خلف انجلترا. وينتمي الفريقان الاخران اللذان يحتمل ظهورهما لاول مرة في النهائيات الى افريقيا وهما بوركينا فاسو واثيوبيا. وستتوجه بوركينا فاسو الى الجزائر بعد فوزها 3-2 في مباراة الذهاب الشهر الماضي فيما يبدو ان لدى اثيوبيا التي خسرت 2-1 على أرضها امام نيجيريا فرصة أضعف في مواجهة بطلة افريقيا الأكثر تنظيما تحت قيادة المدرب ستيفان كيشي. ويبدو أن غانا في طريقها لثالث مشاركة لها على التوالي في كأس العالم عقب فوزها 6-1 ذهابا على ارضها امام مصر قبل لقاء الاياب بالقاهرة بينما ستسعى ساحل العاج للحفاظ على تقدمها 3-1 عندما تواجه السنغال. وتأمل الكاميرون في أن تستفيد من اللعب على ارضها عقب تعادلها بدون اهداف في مبارة الذهاب امام تونس. وستسحب قرعة نهائيات كأس العالم في البرازيل يوم السادس من ديسمبر المقبل.