نشرت شركة فوادفون للاتصالات في مصر إعلانا على الانترنت من أجل الترويج لشريحة جديدة للهاتف المحمول. واستعملت الشركة في إعلانها الذي يحمل عنوان "شريحة المرحوم" دمية مشهورة لدى المصريين تسمى "أبلة فاهيتا". سبايدر وفاهيتا وتظهر "أبلة فاهيتا" في الإعلان وهي تتحدث على هاتفها المحمول لتسأل عن شريحة زوجها المتوفي حتى تعيد تشغيلها وتستفيد من ميزاتها. وخلال تلك المكالمة الهاتفية تقوم الدمية بالترويج لتلك الشريحة بأسلوب ساخر وهي طبيعة الشخصية. غير أن شابا مصريا مثيرا للجدل يسمى أحمد سبايدر تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه "الدمية" بالتحضير لعمل "إرهابي" في أحد المراكز التجارية الكبرى في القاهرة. وتقدم الشاب بشكوى أمام النائب العام ضد "أبلة فاهيتا" ضمنها تحليلا لما اعتبره "دعاية مشفرة" تتضمن خطة كاملة لهجوم إرهابي. وقدم محامي سبايدر شرحا لمحتوى الشكوى وقال إن الاعلان يتضمن أيضا ترتيبا لاختطاف الرئيس السابق محمد مرسي المحبوس، أو اغتياله خلال تنقله لأية محاكمة وأن ما تقوله "فاهيتا" يحتوي على دعوة مشفرة للمجتمع الدولي من أجل التدخل في قضيته. وتساءل في تعليقه على ما قالته الدمية في الإعلان "كيف تتحدث عن جو صهد نار" في هذا الفصل البارد؟ معتبرا ذلك "دعوة للاستمرار في أعمال العنف التي تشهدها مصر وبطلب من مرسي الذي زار الدمية في الحلم." وظهر الشاب أحمد سبايدر على بعض قنوات الإعلام لشرح اتهامه فقال إن مفاتيح المؤامرة خمس كلمات جاءت في الحديث المشفر "للأبلة" هي "كلب، جراج (موقف سيارات)، حارس، مول (مركز تجاري)، في الجوار،" وهي حسبه تفضح الخطة المشفرة للعملية التي تستهدف مصر في الأسبوع القادم. ووضح أنه "سيتم تفجير مركز تجاري باستعمال كلب حارس مرتش. الكلب نتيجة تلك الرشوة سيبحث في السيارة ولن يعثر عن القنبلة التي ستستعمل في تفجير المركز التجاري." القصة ألهبت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر ولفتت انباه الصحف العالمية وأصدر مكتب النائب العام بيانا حول القضية قال فيه إن "إعلانا تجاريا منسوبا لشركة فودافون للاتصالات تحت اسم (شريحة المرحوم) تضمن عبارات ورموزا بطريقة تخالف ما جرت عليه العادة في الإعلانات التجارية." واضاف أن "النيابة العامة أمرت باستدعاء المدير الاقليمي المسؤول عن شركة فودافون في مصر لاستيضاح الأمر وكلفت قطاع الأمن الوطني والجهات المختصة بإجراء التحريات بشأن البلاغ." في المقابل نفى ممثل فودافون في مصر خالد حجازي كل هذه الاتهامات امام الإعلام وقال إن المسألة ليست جدية وأن الدمية "أبلة فاهيتا" وظفت في إعلان تجاري محض لتشجيع الزبائن على اقتناء الشريحة الجديدة ليس إلا. ومعبرا عن استعداده للاستجابة لأي استدعاء للتحقيق معه حول هذه القضية التي شغلت الرأي العام المصري، وانتقل صداها للإعلام العالمي. وعرفت القضية انتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت صور "أبلة فاهيتا" وتسجيلات المقابلات التلفزيونية بشأن هذه القضية في مصر بشكل لافت. مثير للشفقة وقال سعيد عيسى الكاتب في صحيفة الأهرام "الأمن موضوع ذو حساسية كبيرة في مصر وقد استولى على الناس وأصبحت المشكلة هي إيجاد حل لثلاثية الأمن، والحرية والفوضى." وشرح أن "ضبط الإيقاع مسؤولية السلطات القضائية، التي يجب أن تتأكد من حقيقة الوقائع المشتكى منها والنظر فيما إذا كانت الجريمة المدعى بها حقيقية، فإن لم يكن فعليها اتخاذ إجراءات رادعة ضد الشاكي." وأضاف عيسى أن" النيابة العامة متخمة بالقضايا وهي في موقف لا تحسد عليه وهناك حساسية كبيرة مما ينشر في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. أنا في الحقيقة أشفق عليها." هشاشة واضحة وقال أحمد راغب المحامي وعضو الجماعة الوطنية لحقوق الانسان إن "السلطة العسكرية تحاول تشويه كل المعارضين المحتملين لها بعدما تصور لها القضاء على الإخوان." وشرح أن" في قصة فاهيتا جزء هزلي لا يمكن تصوره ولكن وراءه رسالة تريد السلطة تمريرها، من خلال إثارة موضوع التجسس والعلاقات الخارجية وضلوع أطراف خارجية وداخلية في المؤامرات التي تحاك وهو ماسبق وأن ذهب إليه المتحدث العسكري ووزير الداخلية في تصريحاتهما." وأضاف راغب أن" تحقيق النائب العام في موضوع كهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى صلابة الدولة التي تضيع وقتها في أمور كهذه ومازالت قضية الطائر الجاسوس النادر وتحقيق النيابة فيها عالقة بأذهان المصريين." ومشيرا إلى "وجود كوارث مطروحة على النيابة مثل مقتل الجنود في سيناء، وتفجير مديرية أمن الدقهلية تحتاج إلى تركيز وجهد...جزء من النيابة بالتحديد يصدق احتمال المؤامرة.. الهشاشة واضحة."