رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته لودميلا انفصالهما على شاشات التلفزيون في حزيران (يونيو) الماضي، إلا أن الجدل استمر حول صحة نبأ الطلاق، إلى أن أكده الكرملين، لينتهي بذلك زواج الرئيس الروسي، الذي دام ثلاثين سنة، وأثمر ابنتين هن حاليًا في أواخر العشرينات من العمر. أما السبب في هذا الفراق، فهو "مشترك"، كما قال بوتين في العام الماضي: "لأننا لا نرى بعضنا، ولكل واحد منا حياته الخاصة"، في حين قالت زوجته إن هذا القرار كان صعبًا عليها، وإن "بوتين غارق في عمله تمامًا". لودميلا "بالكاد موجودة" في هذا السياق، أشارت صحيفة ال "واشنطن بوست" إلى أن لودميلا، السيدة الروسية الأولى سابقًا، كانت دائمًا بعيدة عن الأضواء، وليست معروفة كثيرًا بالنسبة إلى عامة الشعب، فالبحث عن اسمها على موقع "ويكيبيديا" لا يتعدى 439 كلمة تحت خمسة أقسام مختلفة. وعلى سبيل المقارنة، يحتوي الموقع على مقالات ومعلومات من 4.427 كلمة عن ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مقابل 3.877 كلمة عن لورا بوش، ونحو 564 كلمة عن فاليري تريويلر، التي كانت حتى وقت قريب شريكة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. هذا التفاوت يمكن أن يعني الكثير، فمعظم الأميركيين يعشقون المشاهير، كما إن "ويكيبيديا" موقع غربي الهوية، في حين أن الكرملين معروف بالسيطرة الشمولية على وسائل الإعلام الرسمية، لذلك فمن الطبيعي ألا يتوافر الكثير من المعلومات عن السيدة لودميلا. لكن هذا الواقع أيضًا يشير إلى تكتم زوجة بوتين السابقة عن طبيعة العلاقة مع زوجها طوال 30 عامًا. "طلاقنا هو نتيجة لحقيقة أننا بالكاد نرى بعضنا البعض. فلاديمير غارق في عمله، بينما كبر أولادنا، وكل واحد منهم يعيش حياته الخاصة. أنا حقًا لا أحب الدعاية ولا الإعلام"... قالت لودميلا يوم الأربعاء. بداية العلاقة التقت لودميلا الرئيس فلاديمير بوتين في وقت مبكر من الثمانينات، عندما دعاه صديق مشترك إلى قضاء يوم في لينينغراد، الآن سانت بطرسبرغ. على موقع الرئيس، تعمد بوتين عدم الإفصاح عن التفاصيل التي تلت تعارفه بلودميلا والعلاقة العاطفية التي استمرت بينهما ثلاث سنوات قبل الزواج. فيقول: "بدأت بمواعدة واحدة من الصديقات، وأصبحت متقربًا من ليودا، زوجتي في المستقبل، وكنت واثقًا من أني إن لم أتزوّج في السنوات الثلاث المقبلة، فلن أتزوج أبدًا". تظهر الصور من يوم زفافهما في 28 تموز (يوليو) عام 1983، بوتينا مرتدية شالًا أبيض طويلًا، وتقف بجانب بوتين في بزته السوداء، وسرعان ما أنجبا طفلين في منتصف الثمانينات - ماريا ويكاترينا - ثم انتقلت العائلة في نهاية المطاف إلى ألمانيا، حيث عمل بوتين جاسوسًا للإتحاد السوفياتي. بداية النهاية من غير الواضح متى بدأت المشاكل تنخر أسس هذا الزواج، لكن كل التحليلات تشير إلى أن السبب الرئيس هو التباين الواضح في شخصية كل منهما. فلطالما كان بوتين محبًا للقيادة ورجلًا طموحًا بلا حدود، في حين أن لودميلا كانت أكثر ذاتية وأكاديمية، ويعتقد أنها ماهرة في قراءة الفلك، وفقًا لصحيفة موسكو تايمز. ويشار إلى أن زوجة بوتين السابقة تتحدث بطلاقة الألمانية والإسبانية والفرنسية، وعندما عادت الأسرة إلى روسيا، بدأت تدريس اللغة الألمانية في جامعة لينينغراد، كما يظهر في سيرتها الذاتية. ارتفاع بوتين الثابت من خلال البيروقراطية الروسية - ناهيك عن الاهتمام المتزايد والأضواء المسلطة عليه باستمرار – جعل لودميلا تشعر بعدم الارتياح. الصداقات الهشّة أثار رفْض بوتين التوقف عن عمل التجسس غضب زوجته، وفقًا ل "موسكو تايمز"، التي نشرت مقالًا يقدم نظرة أشمل في زواجهما المضطرب، مستخلصًا من كتاب باللغة الألمانية يحمل عنوان "الصداقات الهشة"، الذي كتبه صديق ألماني، وثبت أنه مصدر خصب للمواد. الكتاب ينقل عن لودميلا قولها: "إنه لأمر فظيع. هذه العزلة الرهيبة. لا أستطيع السفر أينما أريد، ولم أعد قادرة على قول ما أريد. كنت قد بدأت للتو أعيش حياتي". "لسوء الحظ، بوتين مصاص دماء"، قالت لودميلا ممازحة الكاتب، الذي بدوره اعتبر أن أي شخص يستطيع تحمل بوتين لمدة ثلاثة أسابيع هو "بطل ويستحق نصبًا تذكاريًا". اختفاء الزوجة بعد تربع بوتين على أعلى المناصب في الحكومة الروسية، اختفت لودميلا في نهاية المطاف عن أعين الجمهور، واضطرت في أول مهمة له في الكرملين بين 2000 و2008، إلى الظهور بجانب زوجها، لكنها لم تكن مرتاحة على الإطلاق. وقال أحد أصدقائها في ذلك الحين لوكالة "رويترز" إنها كانت "غير مستعدة للقيام بهذا الدور. أن تصبح زوجة رئيس البلاد سقط عليها بشكل غير متوقع". لكن بعد فوز بوتين لولاية ثالثة يوم 7 أيار (مايو) 2012، اختفت لودميلا تمامًا، ولم تظهر بجانب زوجها مرة أخرى حتى إعلان طلاقهما. حب جديد؟ يشار إلى أن بوتين أنكر شائعات طلاقه في عام 2008، لا سيما بعد التكهنات عن علاقة عاطفية تجمعه بالبطلة الأولمبية السابقة إلينا كاباييفا، ورغبته بالزواج بها. وكانت كاباييفا بين آخر ستة أشخاص حملوا الشعلة الأولمبية في عرض افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، الذي حضره بوتين في شباط (فبراير)، مما عزز الشائعات بأنها مقربة من الزعيم الروسي