للمرة الثانية خلال عام تمكن شاب مصري من تصوير مطاردة مثيرة بينه وبين الوزير المصري الهارب في لندن والصادرة ضده مذكرة اعتقال من "الانتربول" يوسف بطرس غالي. وأمطر الشاب المصري الوزير السابق بالأسئلة حول سبب هروبه من مصر، ولماذا تم الإفراج عنه من "الانتربول" بعد القبض عليه في فرنسا مؤخرا؟ ولماذا يتجول بحرية في شوارع لندن دون ملاحقة أمنية أو قضائية؟ ونشر الشاب، ويدعى محمد عبد الغنى وهو طبيب مصري مقيم في العاصمة البريطانية لندن، الفيديو الذي التقطه لغالي بتاريخ أول أمس الجمعة 18 أبريل 2014، على موقع اليوتيوب، وتظهر في الفيديو محادثة بين الشاب والوزير حيث يقول الشاب: "تحب تقول على اللي حصل في فرنسا". وأردف بحدة قائلا: "ارجع مصر أنت حرامي وعليك قضية". ويظهر "غالي" خلال الفيديو وهو يحاول الابتعاد، ثم يوجه حديثه إلى المصور قائلاً: "خلصنا بقى يا ابني"، فيرد الشاب المصور، "كفاية تجري زي الحرامية، وانت حرامي وعليك حكم في مصر". ويكشف الشاب في الفيديو البالغ مدته 13 دقيقة ملابسات تصويره، حيث أوضح أنه لم يكن يريد التصوير إلا أنه اضطر لذلك، بعد أن قام بالاتصال بالشرطة لمحاولته توقيف بطرس غالي، وادعت الشرطة أن هذا الشخص ليس بطرس غالي، مضيفا أنه تعمد إخفاء بعض ملامح الفيديو والتشويش عليه في بعض أجزائه، بسبب ظهور نجل بطرس غالي، مؤكدا أن الابن ليس له ذنب فيما اقترفته يد أبيه. تفاصيل القصة ويروي الشاب التفاصيل قائلا إنه في تمام الساعة الواحدة ظهر أول أمس الجمعة ذهب لمتجر (هارودز) وسط لندن للتسوق، وبعد وصوله فوجئ بالوزير الهارب يوسف بطرس غالي ومعه شاب في التاسعة عشرة من عمره يتجولان في المكان، وعلم من خلال التشابه الواضح في الشكل بينه وبين الوزير أنه ابنه، فقرر الاتصال بالشرطة للإبلاغ عنه، وفقا لما تضمنته النشرة الحمراء الصادرة من الانتربول بسبب الأحكام القضائية الصادرة ضده في مصر. وأضاف أنه أبلغ الشرطة بمكان تواجد الوزير وحصلوا منه على مواصفاته وبعض البيانات عنه، ثم أعطوه رقم البلاغ وأبلغوه أن الشرطة المتواجدة في المنطقة ستأتي على الفور لتعتقله، مشيرا إلى أنه لاحظ وجود مماطلة كبيرة، حيث مر الكثير من الوقت ولم تصل الشرطة، فعاود الاتصال مرة أخري وشرح لهم الموقف، وردوا عليه بأن يوسف بطرس غالي تم القبض عليه في فرنسا وإنه ليس موجودا في بريطانيا. وأضاف أنه نفى لهم ذلك وأبلغهم بالإفراج عن الوزير في فرنسا وعودته إلى بريطانيا وأنه التقط له صورا تذكارية تؤكد هويته، مضيفا أنه حضر بعد ذلك اثنان من رجال الأمن في متجر "هارودز" واصطحبا الوزير وعندما سألهما عن الإجراءات التي سيقومون بها أكدا أنهما سيحاولان التأكد من هوية الرجل ومحل إقامته، وفي النهاية اعترفوا أن الشخص الموجود هو يوسف بطرس غالي وأنه مطلوب من "الإنتربول" لكنهم قالوا إنه متواجد في بريطانيا كلاجئ سياسي ولا يمكن اعتقاله أو القبض عليه. وأعرب عبد الغني عن دهشته من موقف الحكومة البريطانية تجاه التعامل مع الموقف وعدم تسليم الوزير "للإنتربول" مطالبا الحكومة المصرية بتقديم كافة الأدلة التي تثبت تورط يوسف بطرس غالي في قضايا فساد، وأن تضغط على السلطات البريطانية لتسليمه، مبديا استعداده للمساعدة في الوصول إليه واعتقاله تمهيدا لتسليمه ومحاكمته.