أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان يوم أمس توسيع عدوانه البري على قطاع غزة بتوسيع المرحلة البرية من "عملية الجرف الصامد"، وتضمن البيان إرسال الاحتلال قوات إضافية إلى القطاع، متحججا بتدمير شبكة الأنفاق في غزة والقضاء على مخزون الصواريخ لدى المقاومة الفلسطينية. 50 شهيدا في مجزة بحي "الشجاعية" كما تواصلت منذ فجر أمس غاراته الجوية على القطاع مستهدفة مزيدا من الأبرياء، حيث فرّ آلاف الفلسطينيين من حي الشجاعية شرق مدينة غزة في اليوم الثالث عشر من العدوان الذي أسفر عن مقتل 370 فلسطينيا على الأقل معظمهم من المدنيين. وهزت الانفجارات القطاع الساحلي أثناء الليل وأضاءت قذائف البحرية الإسرائيلية السماء. وأصابت قذائف دبابات إسرائيلية منازل في منطقة الشجاعية بشمال شرق غزة حيث اتصل سكان الحي بمحطات إذاعة محلية للمطالبة بإجلائهم. وقال مسؤولون محليون بقطاع الصحة وشهود إن 50 فلسطينيا على الأقل قتلوا في قصف إسرائيلي لحي الشجاعية بغزة يوم الأحد بينما فرّ آلاف السكان للنجاة من القصف. وامتلأ مستشفى الشفاء في غزة بعشرات المصابين جراء الهجوم على الحي الواقع في شرق غزة. وقال سكان في غزة إن القصف البري والبحري الإسرائيلي هو الأعنف منذ بدء العملية في القطاع قبل 13 يوما. عباس يعلن الحداد على أرواح ضحايا ”الشجاعية” ويصف الواقعة ”بالمجزرة” أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام تنكس فيها الإعلام حدادا على أرواح شهداء مجزرة حي الشجاعية (شرق غزة)، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الفلسطيني. وفي هذا الشأن، أدانت الرئاسة في بيان بثته الوكالة الرسمية ”المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم الأحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا و150 جريحا معظمهم من النساء والأطفال ووصفتها بالمجزرة. ومن جهته طالب نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيان ”الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره”. وفي الوقت نفسه، لم تفلح الجهود الدبلوماسية في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين المتزامنة مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المنطقة أمس. والتي شاركت فيها مصر وقطر وفرنسا والأمم المتحدة، إضافة إلى أطراف أخرى. ضابط إسرائيلي: ”نواجه معارك أعنف من تلك التي خضناها جنوبلبنان سنة 2006” وفي المقابل وصف قائد عسكري في جيش الاحتلال، مجريات الميدان في غزة بالمعقدة جدا وأكثر بكثير من جنوبلبنان عام 2006. ونقل موقع عبري إخباري عن ذلك القائد قوله إنه ”على الرغم من تدريبات الجنود وخبرتهم لكن هذه الحرب تدور مع عدو عنيد ومرير ويسقط في الحرب قتلى وإصابات والمعارك صعبة ويؤسفنا أنها مصحوبة بفاجعة لجنودنا”. وأضاف القائد الإسرائيلي الذي لم ينشر الموقع إلى اسمه، قائلا ”يواجه الجيش مسلحين كثر منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة وهناك عشرات الاشتباكات تجري في قطاعات صعبة جدا يطلق فيها صواريخ مضادة للدبابات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نيران من أسلحة خفيفة”. واعترف المسؤول بوقوع إصابات قائلاً خلال ساعات الليل أصيب جنودنا بجراح متفاوتة وتم إجلائهم على إثرها إلى المستشفيات والإصابات وقعت في صفوف ألوية المشاة المختلفة وألوية ”فعاتي” والمظليين و”ناحال” و”جولاني”، كما قمنا بتصفية مسلحين من الجانب الفلسطيني على حد تعبيره. واعترفت مصادر عبرية بإصابة غسان عليان قائد لواء النخبة في جيش الاحتلال المعروف باسم ”جولاني” بجراح خطيرة، كما قتل وأصيب العشرات من جنود الاحتلال، بنيران المقاومة الفلسطينية في الاشتباكات الضارية التي اندلعت الليلة الماضية على الحدود الشرقية لقطاع غزة. لقاء مرتقب بين عباس ومشعل في ظل الكشف عن مطالب التهدئة لحماس توجهت الأنظار أمس إلى العاصمة القطريةالدوحة التي احتضنت لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وفي غضون ذلك كشفت مصادر من الدوحة أن دولة قطر تسلمت مطالب التهدئة الأساسية لحماس وهي الرفع الكلي للحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية وضمان حرية الصيد والملاحة لمسافة 12 ميلا بحريا وحرية الحركة في المناطق الحدودية لقطاع غزة دون وجود منطقة عازلة. كما تطالب حماس بالمباشرة بتنفيذ برنامج لإعادة تعمير القطاع وتشغيل ميناء غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين ووقف الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقال الناطق بلسان حماس فوزي برهوم لقناة فضائية إن هذه المطالب التي تلقتها قطر سلمت أيضا نسخ منها للجامعة العربية وتركيا ورئيس السلطة الفلسطينية. وتنظر إسرائيل بقلق إلى وساطة قطر التي تستضيف عددا كبيرا من الإسلاميين المنفيين من شتى أنحاء الشرق الأوسط وقال مسؤولون إسرائيليون إن مصر يجب أن تكون طرفا في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وكانت حماس قد رفضت الجهود المصرية لوقف القتال قائلة إن أي اتفاق لابد أن يتضمن إنهاء لحصار القطاع والالتزام من جديد بهدنة تم التوصل إليها في حرب استمرت ثمانية أيام هناك في 2012. وقالت مصر يوم السبت إنها لا تعتزم تعديل اقتراحها لوقف إطلاق النار. وعلى الجانب الآخر قال مصدر بحماس في الدوحة إن حماس لا تعتزم تغيير شروطها لوقف إطلاق النار. بعد تصريحه بأن إسرائيل تجاوزت همجية هتلر نتنياهو يشتكي أردوغان لكيري أفادت إذاعة عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل هاتفيا ليلة أول أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وتناولت المكالمة العملية العسكرية في غزة وكذا الهجوم الذي شنه مؤخرا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. على الاحتلال الإسرائيلي والذي اعتبره الطرف الإسرائيلي ”معاد للسامية”. يذكر بأن أردوغان صعّد نبرة خطابه ضد إسرائيل، واتهمها أمس السبت بأنها ”تجاوزت هتلر في الهمجية” خلال عدوانها على غزة لكنه حذر الأتراك من صب جام غضبهم على الطائفة اليهودية في البلاد (نحو 17 ألف يهودي يعيشون في تركيا). وكانت إسرائيل قبل ذلك بساعات نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا بسبب ”المزاج العام”، بعد تعرض البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية لهجمات خلال مظاهرات في إسطنبول وأنقرة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال أردوغان في تجمع سياسي حاشد لأنصاره في مدينة أوردو على البحر الأسود إن ”الإسرائيليين ليس لهم ضمير أو شرف أو نخوة.. أولئك الذين ينددون بهتلر ليلا ونهارا تخطوا هتلر في الهمجية”. كما اتهم إسرائيل بأنها ترتكب ”إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين، مستبعدا إمكانية تحسن العلاقات الدبلوماسية بينها وبين بلاده طالما أنه في السلطة.