في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات على صعيد أمني عالٍ لمطاردة "الجهاديين" البريطانيين في سورياوالعراق، دعت تقارير صحافية نشرت في لندن إلى تصعيد الحرب ضد الإرهاب وإيقاف تصديره. رأى تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية أن بريطانيا أصبحت "مفرخًا للإرهابيين"، الذين يسافرون إلى سورياوالعراق، ثم يبدأون بتجنيد آخرين، ودعت في هذا الإطار إلى ضرورة مواجهة الخطر الأمني، الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون، حين عودتهم إلى بريطانيا، من خلال سنّ قوانين جديدة، والاضطلاع بدور أنشط في العراق. ودعت الصحيفة إلى مواجهة خطر الإرهاب بسنّ قوانين أكثر صرامة، كما يجب تجفيف موارد الإرهاب، بأن يتغلغل القائمون على ذلك في المجتمعات التي ينشأ فيها الإرهابيون بشكل أكثر فعالية. قتل مقدس ! وانتقدت (التايمز) قرار حكومة كاميرون المتمثل في عدم المشاركة المباشرة في ما يجري في العراق، وتقول إن النشاط العسكري في العراق قائم، حتى ولو اقتصر على قوات خاصة، وحتى لو لم تتمكن الحكومة من الإعلان عن ذلك، لكن يجب على الحكومة عمل المزيد لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية. من ناحية ثانية، تنسب افتتاحية الصحيفة إلى أحد "الجهاديين البريطانيين" قوله إن "القتل باسم الله يختلف عن القتل بلا هدف". ويضيف إن "الوجود في منطقة حرب شيء جميل". وتقول الصحيفة "هذه لغة الجهل والبربرية، لكنها لغة الدعاية الناجحة في حرب دعائية خسرتها بريطانيا". مقال عمدة لندن من جانبها، حذت صحيفة (ديلي تلغراف) حذو رصيفتها (التايمز) من خلال مقال كتبه عمدة لندن بوريس جونسون بعنوان "إن لم نفعل شيئًا، فسنشجّع الإرهاب على الاقتراب من أبواب منازلنا". ويقول جونسون في مقاله: "لقد استمعت إلى قاتل جيمس فولي، وعرفت لهجته البريطانية. إذن هو تعلم في مدارسنا، واستخدم نظامنا الصحي، واستفاد وعائلته من نظائم الرفاه الاجتماعي، ثم قرر أن يسدد لنا الفاتورة، بهذه الطريقة". وأضاف عمدة لندن: يقال لأمثال هذا القاتل إنهم في حال موتهم فسوف يحظون في الحياة الأخرى باثنين وسبعين عذراء، ونحن لا نهتم بما سيجري مع هؤلاء في السماء، بل نركز اهتمامنا على الوضع الذي يخلقونه على الأرض. ينحي جونسون باللائمة على الحرب التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة على العراق، بهدف الإطاحة بحكم صدام حسين، ويرى أنها لعبت دورًا في إنتاج الوضع الحالي، ويتساءل كيف يمكن التأكد أن تدخلًا مشابهًا لن يكون له هذه المرة أيضًا أثر عكسي؟. ويقدم جونسون نصائحه في المقال من أجل تجنب الأخطاء السابقة. حظر الإنترنت من جهتها، دعت صحيفة (فاينانشال تايمز) إلى حظر استخدام الانترنت على تنظيم (داعش). واستعرضت الصحيفة في مقال كتبته زينب توفيقجي استخدام داعش ليوتيوب وتويتر لنشر صور ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، والأثر الذي تركته حتى على الصحافيين المجربين، ناهيك عن أفراد العائلة والمستخدمين العاديين، قبل أن يزيل يوتيوب وتويتر الصور. وتقول الكاتبة إن هناك ضرورة لمنع داعش من استخدام الإنترنت لنشر صور الرجم والذبح، ليس فقط بسبب أثرها على المستخدمين، بل لأن داعش تستخدم نشر الصور كسلاح استراتيجي يعتمد على بث الرعب في قلوب الناس ولتجنيد مقاتلين. ختمت قائلة: لقد نشرت صور قطع رؤوس الضحايا على مواقع على الإنترنت عامي 2002 و2004، لكن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن معروفة، مما يعني أن انتشار الصور بقي محدودًا، ويمكن السيطرة عليه من خلال إغلاق موقع أو موقعين. أما السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فايسبوك وتويتر ويوتيوب، فهو أكثر تعقيدًا.