الرئيس الفرنسي يعتبر الوضع الدولي الأخطر منذ 2001 أعلن تنظيم "داعش" ذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي الذي خطف في سوريا؛ انتقاماً للضربات الجوية الأمريكية ضد مقاتليه في العراق، حسب ما ادعى العنصر الذي ظهر في الفيديو. وبث موقع إلكتروني متطرف شريط فيديو يظهر شخصاً مقنعاً يذبح الصحافي الذي خطفه مسلحون في سوريا في 22 نوفمبر 2012. وكان فولي مراسلا حرا شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل أن يتوجه إلى سوريا لتغطية النزاع لصالح "غلوبال بوست" ووسائل إعلام أخرى، كما زود وكالة الأنباء الفرنسية بتقارير صحافية أثناء وجوده هناك. وكان شهود عيان أكدوا خطف فولي في محافظة إدلب يوم 22 نوفمبر 2012. وانقطعت أخباره عن عائلته منذ ذلك الحين، رغم حملة واسعة أطلقت للحصول على معلومات، بهذا الشأن من قبل عائلته وأصدقائه وزملائه الصحافيين. ويتضمن شريط الفيديو، ومدته خمس دقائق إعلان تنظيم "داعش" أن فولي، الذي ظهر مرتديا زيا برتقاليا، تم ذبحه بسبب الضربات الأمريكية التي أمر بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد مقاتلي التنظيم الإرهابي. وتمت عملية الذبح التي ارتكبها شخص يحمل سكينا ويرتدي لباسا أسود اللون يتحدث الإنجليزية بلهجة بريطانية في منطقة صحراوية من دون أي علامات تشير إلى ما إذا كانت في سوريا أو العراق. كما يتضمن الشريط تحذيرا لباراك أوباما بقتل أمريكي آخر عرف عنه باسم ستيفن جويل سوتلوف الذي ظهر جاثيا على ركبتيه يرتدي زيا برتقاليا، بينما يمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف. وفي الأثناء، أثارت صور افتراضية لعلم داعش مرفوعاً فوق البيت الأبيض حفيظة مسؤوليين أمنيين أمريكيين. وأوضح هؤلاء أنه وإن كانت تلك الصور مجرد دعاية إعلامية، لكن لا يجب تجاهل ما يجري؛ فالمخاوف تتصاعد في الولاياتالمتحدةالأمريكية من هجوم إرهابي يقوم به تنظيم داعش، خصوصا أن التنظيمات الإرهابية تشغّل خلايا في أوروبا. أما قصة الصور الافتراضية فبدأت على مواقع التواصل الاجتماعي على حسابات تابعة لتنظيم "داعش". وأثارت صورتان اثنتان انتباه المتابعين للموضوع؛ فالأولى صورة لعلم "داعش" أمام البيت الأبيض والأخرى ورقة مكتوبة بخط اليد وتقول إن "جنود داعش قادمون"، بينما قالت قناة "العربية" إنها اتصلت ب"الأف بي أي"؛ إلا أن الجواب لم يأتِ من مكتب التحقيقات الفيدرالية". من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الوضع الدولي الآن هو الأخطر منذ 2001، وأضاف قائلاً إن داعش يشكل تهديداً للعراق وسوريا ولبنان بإمكانياته المالية وسلاحه المتطور جداً. وأعلن أمس، في مقابلة مع صحيفة "لوموند"، أنه سيقترح في شهر سبتمبر مبادرة حول الأمن في العراق ومحاربة تنظيم "داعش". وبحسب الرئاسة الفرنسية، فإن هولاند قال "علينا أن نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التي باتت تشكل كياناً منظماً، ولديها الكثير من التمويل، وأسلحة متطورة جدا، وتهدد دولاً مثل العراقوسوريا ولبنان". ودعا هولاند إلى عقد مؤتمر دولي لبحث سبل التعامل مع مسلحي "داعش" الذين استولوا على مساحات واسعة في العراقوسوريا. وقال "لم يعد بإمكاننا مواصلة النقاش التقليدي بشأن التدخل أو عدم التدخل".