تسارعت التطورات السياسية والأمنية على صعيد المواجهة الدولية مع تنظيم "داعش"، إذ أكدت باريس وقوفها إلى جانب الشروط التركية للتدخل العسكري، وبينها إقامة منطقة عازلة عند الحدود السورية، في حين شنت طائرات التحالف الدولي غارات دفعت عناصر داعش إلى أطراف مدينة كوباني المحاصرة. وأشارت مصادر لCNN أن طائرات التحالف الدولي شنت ست غارات على معاقل لداعش في القسم الجنوبي من كوباني – عين العرب، التي تقطنها غالبية كردية، أدت إلى تدمير آليات ومدافع تابعة للتنظيم، كما استهدفت الطائرات معسكرا لداعش قرب مدينة الرقة السورية، ودمرت غارة أخرى دبابة للتنظيم في دير الزور. وبحسب ما ذكرت القيادة الأميركية الوسطى فإن الغارات شهدت استخدام طائرات مقاتلة وقاذفة، وكذلك طائرات تعمل بدون طيار، وشاركت مقاتلات إماراتية نظيرتها الأميركية في العمليات. ميدانياً، أدت الغارات إلى بعض التغيير على الأرض، وأكد المسؤول الكردي، إدريس ناسان، حصول بعض التبدل الميداني على الأرض، مشيراً إلى أن المدافعين عن المدينة تمكنوا من إبعاد عناصر داعش إلى أطرافها. كما أكد مسؤولون وناشطون بالمنطقة سقوط 40 قتيلاً على الأقل من عناصر تنظيم داعش، نتيجة الغارات التي شنتها طائرات التحالف على مواقع التنظيم في محيط مدينة كوباني، وأشارت إلى أن الغارات استهدفت 20 موقعاً، وأسفرت أيضاً عن تدمير خمس آليات تابعة للتنظيم المتشدد. وفي وقت تسعى فيه أطراف دولية إلى الضغط على تركيا للتدخل عسكرياً في سوريا، وإنقاذ مدينة كوباني، وسط إصرار تركي على ربط التدخل بعملية أوسع تقوم على العمل ضد النظام السوري، وإنشاء منطقة آمنة عند الحدود، برز تطور سياسي في باريس بإعلان دعم فرنسا للمطالب التركية. الموقف الفرنسي عبر عنه الرئيس فرنسوا هولاند، في بيان صادر عن القصر الرئاسي، جرى عبره تأكيد إجراء مشاورات هاتفية بين هولاند ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، انتهت إلى "التوافق على ضرورة قيام منطقة آمنة قرب الحدود"، وقد شدد هولاند على ضرورة "تجنب حصول مذبحة بين المدنيين شمال سوريا"، مؤيداً فكرة أردوغان بإقامة "منطقة عازلة بين سورياوتركيا."