أكد مدير ''دار المناهج'' الأردنية محمد فايز أبو شيخة ل''البلاد'' على عدم وجود كتاب جامعي علمي عربي بالمفهوم الحقيقي بسبب الواقع الذي فرضه الاستعمار في الدول العربية أين خلف لغته حتى أصبحت تتحكم في طبيعة الكتاب الأكاديمي وفي لغته مثلما هو الحال بالنسبة للكتاب الجامعي الفرنسي بالجزائر والكتاب الانجليزي بالأردن. أبو شيخة المتواجد بالجزائر في إطار زيارة عمل، أكد خلال استضافته في ''البلاد''على أنه لا بديل عن الكتاب في ظل التطور التكنولوجي الحاصل ولا غنى عنه رغم اكتساح الانترنت والرقمنة عالم النشر والمعلومة. وقال في هذا الصدد إن ''المطالعة هي التي تفرض حب الكتاب والتعود عليه وهي الظاهرة التي لا يمكن أن تزول لمجرد انتشار الانترنت؛ بل أصبحت هناك عوامل أخرى قد تتسبب في تراجع الإقبال على المطالعة وشراء الكتب ويتعلق الأمر بسعر الكتاب الذي تتحكم فيه عدة عوامل تضطر الناشر إلى احترامها وأخذها بعين الاعتبار عند تحديد ثمن الكتاب'' وقال الناشر الأردني في هذا الإطار إن ''سعر الورق والحبر والحرص على الجودة المطلوبة لنوعية الكتاب، هي التي تتحكم في تحديد كلفته'' وهو الأمر الذي اعتبره المتحدث؛ عاما في جميع الدول العربية والذي يخضع للارتفاع والنزول حاله في ذلك حال البورصة والأسهم على حد تعبير أبو شيخة. ولدى سؤالنا له عن حضور دور النشر الأردنية في المعارض العربية والدولية، أكد أبو شيخة على حرص تلك الدور على الظهور المستمر من أجل ''الانفتاح والتعارف وتوثيق أواصر العمل بين دور النشر العربية والدولية'' وهو الأمر الذي استدعى تواجده بالجزائر في زيارته الأولى في إطار المعرض الدولي لأدب وكتاب الناشئة المختتمة فعالياته شهر جويلية المنصرم من خلال زيارة قال عنها إنها ''ليست رسمية وإنما مشاركة استخلصت منها حداثة الكتاب الجزائري وعصرنته ومواكبته للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي'' وهو الأمر الذي حفزه لتوقيع عقود عمل لنشر كتب جزائرية لأسماء هامة في الساحة الأدبية والعلمية على غرار الكاتب محمد فاضلي وآخرين. من جهة أخرى وجه أبو شيخة أصابع الاتهام إلى الإعلام العربي بشكل عام لدى حديثه عن مشكل تسويق الكتاب والترويج له في العالم العربي، ليس باعتباره سلعة وإنما باعتباره مرجعا أكاديميا هاما. كما اعتبر المتحدث، على صعيد آخر، أن الرقابة السياسية والدينية موجودة على الكتب ولكن ''لا يجب أن تتعدى الحدود التي من شأنها أن تحصر الكتاب في حيز قد يمنعه من الوصول إلى القارئ بشكل عام''.