أعلنت الأممالمتحدة ومنظمة الهجرة الدولية الثلثاء أن مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا في العام 2015، وهو رقم قياسي منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرتان إلى سيل المهاجرين تراجع بشكل ملحوظ منذ شهر الذروة في تشرين الأول. وأعلنت منظمة الهجرة والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان مشترك انه "حتى 21 كانون الاول عبر نحو 972 ألف شخص البحر المتوسط بحسب ارقام المفوضية العليا للاجئين. كما تقدر منظمة الهجرة الدولية بأكثر من 34 ألفا عدد الذين وصلوا الى بلغاريا و اليونان بعدما عبروا تركيا". وبلغ عدد الواصلين إلى أوروبا بحرا في العام الحالي، أكثر من خمسة أضعاف الوافدين في العام 2014. واوضحت منظمة الهجرة في مذكرة اخرى موجهة الى وسائل الاعلام ان "المجموع يمثل اكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية" في اوروبا. وفي العام 2015، لاحظت المفوضية ومنظمة الهجرة أن "عدد الأشخاص الذين عبروا المتوسط ارتفع بشكل مطرد من حوالى خمسة آلاف في جانفي ليصل إلى الذروة في تشرين الأول ب221 ألف شخص". ومنذ ذلك الحين، تراجع تدفق المهاجرين مع وصول 67700 شخص إلى السواحل اليونانية في كانون الأول، بحسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية. ويرجع هذا الانخفاص الى سوء الأحوال الجوية والحملة على المهربين من قبل السلطات التركية، وفقا للمنظمتين ومقرهما في جنيف. وعبرت الغالبية الكبرى من المهاجرين واللاجئين (اكثر من 821 الفا) من خلال اليونان، ووصل 816 الفا منهم بحرا. وبالاجمال وصل نحو 150 الف مهاجر ولاجئ منذ جانفي الى ايطاليا، وحوالى 30 الفا الى بلغاريا واكثر من 3800 الى اسبانيا و269 الى قبرص و106 الى مالطا، وفق منظمة الهجرة. وبلغ عدد الذين قضوا غرقا في البحر او اعتبروا في عداد المفقودين نحو 3700 شخص في العام الحالي. والثلاثاء، قضى 11 مهاجرا بينهم ثلاثة اطفال قبالة سواحل تركيا لدى غرق مركبهم في بحر ايجه فيما كان متوجها الى الجزر اليونانية. وتم إنقاذ سبعة آخرين. من جهة أخرى، اعلن مركز عمليات جهاز خفر السواحل الايطالي لوكالة فرانس برس عن انقاذ 782 مهاجرا الثلثاء في المتوسط في ثماني عمليات اغاثة. ومن بين المهاجرين الذين عبروا المتوسط "كان شخص من اصل اثنين هذه السنة، اي نصف مليون، من السوريين الفارين من الحرب في بلادهم"، بحسب المنظمة والمفوضية. وشكل الافغان 20 في المئة من الوافدين والعراقيون 7 في المئة. وأكد رئيس المفوضية انتونيو غوتيريس أنه "في وقت تتزايد المشاعر المعادية للاجانب في بعض الأماكن، من المهم الإقرار بإسهامات اللاجئين والمهاجرين الإيجابية في المجتمعات التي يعيشون فيها"، بحسب ما نقل عنه البيان. ودعا غوتيريس إلى الدفاع عن "القيم الاوروبية الجوهرية" مثل حقوق الانسان والتسامح والتنوع. من جهته، قال المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية وليام لايسي سوينغ "نعرف انه لا يمكن تفادي حركات الهجرة، وانها ضرورية لا بل مستحبة". ولم يتوان هذا المسؤولان خلال الأشهر الأخيرة عن التنديد بعمليات بناء حواجز على حدود بعض البلدان الأوروبية بغية منع وصول المهاجرين، على غرار المجر. كما تبنت دول عدة، كالسويد مؤخرا، تشريعات لتعزيز عمليات التحقق من الهوية على الحدود. ومع ذلك، تعتقد المنظمتان أنه "بعد رد الفعل الأولي الفوضوي الذي أدى إلى رحيل عشرات آلاف الآتين مناليونان عبر دول غرب البلقان والى الشمال منها (...) بدأت الاستجابة الأوروبية تتخذ شكلا منسقا أكثر. لكن لا يزال يتعين القيام بالكثير" خصوصا في ما يتعلق باستقبال وتسجيل المهاجرين. ومع استمرار الحرب في سوريا، دعا غوتيريس الاثنين إلى "صفقة جديدة" لصالح الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف ملايين اللاجئين الفارين من هذا البلد.