تصنف بلدية بازر سكرة الواقعة شرق عاصمة ولاية سطيف بنحو 30 كلم على الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين ولايتي سطيف وقسنطينة، من بين البلديات الأكثر فقرا وحرمانا نتيجة التهاون وغياب الجدية والمتابعة الصارمة للمشاريع التنموية.فبالرغم من أن البلدية استفادت من مشاريع هامة إلا أنها ظلت تراوح مكانها وعرفت تأخرا كبيرا في الإنجاز مما انعكس سلبا على الوضع التنموي للبلدية وانشغالات المواطنين وخاصة المتعلقة بمرافق ضرورية للحياة اليومية. وتأتى في مقدمة هذه المشاريع المستشفى الذي علق عليه المواطنون آمالا عريضة للقضاء نهائيا على معاناتهم في المجال الصحي، الذي سجل في سنة 2006 ولم ير النور إلى اليوم، بالإضافة إلى مقرات دار المالية، مركز الضرائب ومكتبة ومذبح بلدي ودار للغابات التي لم يتم الشروع في إنجازها بعد. وحسب العديد من رؤساء جمعيات المجتمع المدني خلال استطلاع «البلاد» بالمنطقة فإن المواطنين بلغوا درجة من التذمر والاستياء لم يسبق لها مثيل إزاء ما وصفوه بالتخلف المفروض عليهم دون غيرهم مما يثير تساؤلات ويضع علامات استفهام كبرى. وقد أكد هؤلاء أن القليل النادر من المشاريع المنجزة التي يستشهد بها المسؤولون المحليون لا ترقى في واقع الأمر إلى الهدف الحقيقي من إنجازها كسوق المواشي بمنطقة «النواصر»، هذا المشروع الضخم الذي أنفقت عليه أموال باهظة لا يزال يراوح مكانه. كما اشتكى بعض السكان من نقص نظافة المحيط بسبب قلة شاحنات النظافة التابعة للبلدية التي لا تصل إلى بعض الأحياء بسبب اهتراء الطرقات كحي شودار، الملاح والعوازقة وهو ما يجعلهم يضطرون إلى رمي القمامة مباشرة وسط الأحياء. وفي مجال آخر فقد اشتكى العديد من المواطنين من ظاهرة البناء الفوضوي الذي انتشر بكل مكان في المحيط العمراني للبلدية وشوه المدينة دون حسيب أو رقيب، وهو ما يحدث بالضبط لدى المستفيدين من السكنات الاجتماعية حيث لجأوا إلى إضافة بنايات قصديرية تابعة لمساكنهم دون إذن من أحد، أو تدخل للسلطات المحلية. ومن جهة أخرى فإن إهمال الطرقات والأزقة والشوارع الداخلية عبر الأحياء، وسط المدينة وعدم تهيئتها أو تعبيدها حولها إلى مسالك ترابية يصعب المرور في بعضها ويستحيل في البعض الآخر خاصة أثناء تساقط الأمطار، فضلا عن الأرصفة التي لا وجود لها أصلا. وأضاف السكان أن الخط المكهرب من الضغط العالي الذي يمر وسط المدينة لا يزال على حاله يشكل خطرا على جميع السكان المجاورين له على واجهتي الطريق ولم يتم تحويله كما وعد المسؤولون، إلى جانب ما تشهده المدينة بصفة عامة عن غياب شبه كامل للإنارة العمومية حيث تدخل جميع الأحياء والطرقات الرئيسية في ظلام دامس وهو ما شجع انتشار حوادث السرقة واللصوصية والاعتداءات ضد الراجلين خصوصا بعد انتشار ظاهرة البيع والمتاجرة واستهلاك جميع أنواع الخمور والمخدرات في نقاط عديدة من الغابات المجاورة ولجوء العديد من أصحاب المحلات والأكشاك الصغيرة على طول الطريق الرئيسي إلى المتاجرة بالمخدرات والأقراص المهلوسة مما يستوجب حسب السكان تدخل السلطات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة لتخليصهم من الخطر الناجم عن استمرارها.