عرف اليوم الأول من الدخول الفعلي لترامواي سيدي بلعباس حيز الخدمة إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يرغبون في تدشين هذه الوسيلة العصرية للنقل التي من شأنها حل مشاكل النقل وسط المدينة وسترفع عنهم معاناتهم مع التنقل لاسيما خلال فترة الحر وأوقات الذروة، حسب ما لوحظ. وعرفت الساعات الأولى من نهار اليوم التي سمع فيها صوت ترامواي توافدا كبيرا لسكان المدينة سواء من فئة العاملين أو الراغبين في التنقل من أجل النزهة أو حتى إرضاء للفضول فكان الموعد بساحة أول نوفمبر وسط المدينة التي عرفت تجمهر كبير للمواطنين. وقد أبدى المُواطنون رضاهم عن هذا المكسب الجديد الذي يعتبر" إضافة نوعية" للولاية أكسبتها بهاء وحلة عصرية تليق بهذه المدينة التي كانت تلقب ب "باريس الصغرى" وأصبحت اليوم بفضل ترامواي "مدينة عصرية وراقية "، لاسيما وأن خط ترامواي يقطع أهم المناطق الحضرية ذات الهندسة المعمارية، المميزة حسب بعد الأصداء. وفضلا عن كونه وسيلة نقل مريحة فقد ساهم ترامواي سيدي بلعباس في توفير مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة حيث عرفت فترة الإنجاز التي دامت قرابة 4 سنوات استحداث أكثر من 2500 منصب شغل ، وفقا لما صرح به في هذا السياق المكلف بمشروع تراموي السيد العيد زيان. وأفاد ذات المسؤول، بأن ترامواي سيدي بلعباس سيسهم خلال فترة تشغيله في توفير أكثر من 400 منصب شغل موزعة على مستوى محطات الصيانة وكذا المراقبة ومركز القيادة وغيرها من المرافق التي تستغل في تشغيل هذه الوسيلة العصرية للنقل. ويضمن ترامواي سيدي بلعباس النقل على مدار 18 ساعة يوميا بدءا من الساعة الخامسة صباحا إلى 11 ليلا وذلك بتسعيرة 30 د.ج للتذكرة اليومية العادية فضلا عن اقتراح باقة تسعيرات أخرى تخص العائلات الكبيرة وكذا الإشتراكات الشهرية بالنسبة للطلبة والموظفين من أجل تشجيع استعمال هذه الوسيلة العصرية للنقل، كما صرح به مدير النقل بالولاية السيد بومدين رياض. وبشأن عملية تشغيل هذه الوسيلة العصرية أوضح أنها تعرف استغلال تدريجي للقاطرات البالغ عددها 30 قاطرة حيث تشغل كأقصى حد 13 قاطرة ذهبا و13 إيابا وتركن باقي القاطرات بمركز الصيانة كقاطرات إضافية تستخدم في حال وقوع حادث أو أي سبب تقني. وذكر في هذا السياق بأن كل قاطرة تعمل بمعدل 400 راكب وسيتم تشغيلها بفارق 8 دقائق لكل قاطرة، لافتا إلى انه من المتوقع نقل 60 ألف مسافر في اليوم و12 مليون مسافر سنويا ودعا ذات المسئول المواطنين التحلي بروح المواطنة والمحافظة على هذا المكسب العمومي الهام. للإشارة، يحتوي خط ترامواي سيدي بلعباس الممتد على مسافة 14،26 كلم على 22 محطة و3 أقطاب تبادل انطلاقا من المحطة البرية الجنوبية ويمر بعدة مناطق ذات كثافة سكانية وأقطاب جذابة وأهم المرافق العمومية والقطب الجامعي ومشروع السكة الحديدية الجديدة لسيدي بلعباس. للتذكير، كان وزير النقل والأشغال العمومية قد أشرف أمس الثلاثاء على وضع حيز الخدمة تراموي سيدي بلعباس وذلك على مستوى ساحة أول نوفمبر حيث شدد على ضرورة الاستغلال الأمثل لهذه الوسيلة العصرية للنقل المنجزة في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تحسين ظروف تنقل المواطنين من خلال تعزيز المنشآت القاعدية وإدراج أنظمة نقل حديثة. كما دعا إلى تكثيف الحملات التحسيسية للمحافظة على هذا المكسب العمومي الذي كلف خزينة الدولة أكثر من 28 مليار د.ج.