شرع فاتح ربيعي في الإعداد لدورة مجلس الشورى المقبلة المرتقب انعقادها مباشرة بعد عيد الفطر المبارك، وذلك حتى يتفادى استنساخ سيناريو إلغاء انعقاد الدورة في جويلية الماضي لأسباب قالت مصادر ''البلاد'' في حركة النهضة، إنها ليست ذات صلة بامتناع مصالح الولاية عن منح الحركة رخصة عقد الدورة· وذهبت أوساط في النهضة إلى قراءة المستجد الذي طرأ مع قضية الرخصة في سياق مساعي التقارب الجارية بين جاب الله وفاتح ربيعي ·فيما قالت أوساط أخرى من محيط مجلس الشورى الوطني، إن الامتناع الحقيقي لم يكن من مصالح الولاية وإنما من أعضاء مجلس الشورى الذين لم يبدوا حماسة لجدول أشغال المجلس، سيما في شقه المتعلق بمناقشة موضوع التقارب بين قدماء النهضة التاريخية، مفضلين إنضاج المسعى وترك عامل الزمن يفعل مفعوله في عملية التقارب· وكانت قد انطلقت أولى الجلسات الرسمية للتقارب بين حركة النهضة والزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني الشيخ عبد الله جاب الله، ومن معه من الإطارات والمناضلين الذين فضلوا البقاء إلى جانب الشيخ بعدما حسمت المعركة القانونية لصالح جهيد يونسي، قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدت غياب جاب الله عنها· وتبعتها خطوات أخرى يتوقع أن تفضي إلى عودة الشيخ جاب الله بشكل علني ورسمي إلى حركة النهضة من خلال انعقاد ندوة إطارات الوسط في انتظار استكمال باقي الندوات الجهوية الأخرى التي ستتوج بندوة وطنية قد تشهد إعادة بعث حركة النهضة التاريخية وإن كان هذا الانبعاث سيبقى منقوصا بغياب فرقاء الإصلاح· فيما ينتظر انعقاد الندوة الوطنية لإطارات النهضة لتكون تجسيدا فعليا لخطوات عودة النهضة التاريخية بعد الانقسام الذي عرفته عقب مؤتمر97، حيث استحدث منصب الأمين العام الذي كان من نصيب السفير الحالي بالسعودية لحبيب آدمي وبصلاحيات واسعة وحاسمة مقارنة بمنصب الرئيس الذي رفضه جاب الله، مما أدى إلى انسحابه بعد ذلك بسبب ''جزئية'' دعم بوتفليقة في رئاسيات · 99وإن كانت جميع المؤشرات تصب في صالح عودة جاب الله إلى النهضة، فإن ذلك لا ينفي وجود عقبات وإكراهات كثيرة تحول دون ذلك، بعضها يمليه قانون الأحزاب والبعض الآخر يفرضه موقع الشيخ الرئيس مقارنة بموقع الأمين العام في ساحة الصلاحيات حسب أولى التوقعات لما قد تفضي إليه المساعي القائمة التي يقودها بحماسة فاتح ربيعي الأمين العام للنهضة من جهة وجاب الله من جهة أخرى ·وبخلاف حماسة ربيعي للتقارب مجددا مع جاب الله أو عودة هذا الأخير إلى صفوف الحركة، التي غادرها بمحض إرادته يقف جناح آخر من قيادات النهضة على مسافة مغايرة للمسافة التي يقف منها ربيعي حيال الملف· وجاءت تصريحات هؤلاء القياديين الذين شُكلت منهم اللجنة المكلفة بإدارة ملف التقارب تحمل نبرة حذرة تخفي في ثناياها مقاومة تعبر عن موقف ''فاتر'' من قضية التقارب وذلك على خلفية ما تراكم لدى هؤلاء القادة من تجارب سابقة يخشون تكرار محاذيرها كادت هذه المواقف أن تحدث أزمة في النهضة أو تكون قد أحدثتها بعيدا عن الأضواء الكاشفة·وبعيدا عن محاكمات النوايا والخلفيات التي دفعت ربيعي إلى التفكير في تعجيل الخطى والرفع من وتيرة السرعة التي قادته إلى التفكير في التقارب مع جاب الله ونقض غزل الائتلاف الإسلامي مع الإصلاح بنفس السرعة، فإن مصير عودة جاب الله إلى حركة النهضة قد لا تحكمه رغبة فاتح ربيعي أو جاب الله ولا حتى تحفظ ''الصقور'' بقدر ما يخضع لعوامل أخرى قد لا تعلن عن نفسها في الحين، وإن كانت النظرة الكلية والمشرفة لتلك العوامل تحدد هويتها ومنبعها وامتداداتها·