علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة في حركة فاتح ربيعي أن مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة سيعقد في الثامن أكتوبر الداخل دورته العادية التي كانت مقررة شهر جويلية الماضي، قبل أن تتراجع عن ذلك لأسباب بررها أمينها العام بغياب توفر القاعة التي ستحتضن أشغال الدورة· في حين سربت مصادر أخرى أن تأجيلها إلى ما بعد رمضان جاء نتيجة تخلف مصالح الولاية ومن ورائها وزارة الداخلية عن منحها الرخصة لذلك· ومن المنتظر أن تشهد أشغال هذه الدورة نقاشات ساخنة وحادة بين الأعضاء، على خلفية الملفات الثقيلة التي من المقرر أن تطرح على طاولة نقاش اجتماع المجلس، ويأتي في مقدمة تلك الملفات عودة جاب الله المنتظرة والتي أسالت الكثير من الحبر في وسائل الإعلام منذ تداول الحديث عنها قبيل الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، إضافة إلى الملف الآخر المرتبط بمصير التقارب والتنسيق المعطل مع حركة الإصلاح الوطني، فضلا عن الحصيلة السنوية لأداء المكتب الوطني· وهي كلها ملفات ستخلق حراكا ونقاشا غير مسبوقين في صفوف النهضة منذ أن غادرها جاب الله إلى الإصلاح ومنها إلى التقاعد السياسي المؤقت·وفيما يتوقع أن تكون حصيلة النشاط السياسي الأقل إثارة في النقاش الذي ستدور رحاه داخل أوساط مجلس الشورى الوطني باعتبار مسؤولية النتائج المحرزة والوضعية الحالية للحزب جماعية ويتحمل نتائجها الجميع، فإن موضوع التقارب مع جاب الله سيكون الأكثر إثارة للجدل باعتبار أن مبدأ عودة الشيخ إلى صفوف النهضة لم ترق إلى محل إجماع في أوساط عدد من الوجوه والقيادات التاريخية المعروفة في النهضة والتي تضم بينها أعضاء في مجلس الشورى الوطني، فضلا عن الخوض في تفاصيل تلك العودة وشكلها والصيغة القانونية التي من الممكن أن يحاك بها إخراج سيناريو ''الرجوع'' المرتقب لجاب الله· كما أن مرد سخونة الملف الأخير وعدم توحد وجهة النظر حياله أرجعها الكثير من ''المتوجسين خيفة'' داخل النهضة إلى عدم اكتمال نصاب شروط التقارب الموضوعية والنفسية والفنية وغيرها من الشروط الأخرى ذات الارتباط الوثيق بمفعول الزمن· الملف الآخر الذي لا يقل بدوره أهمية عن سابقه لارتباطهما الوثيق، هو مصير وثيقة التنسيق الموقعة بين حركتي ربيعي عن النهضة ويونسي قبل مجيء بن عبد السلام عن الإصلاح· وهي الوثيقة ذاتها التي كان مقررا ترقيتها إلى مصاف تحالف إسلامي يجمع بين تركيبتين سياسيتين جمعتهما نفس ظروف التشتت والصراع التي أضعفت تواجدهما في الساحة، قبل أن تفشل أمام أول اختبار لها في الرئاسيات الأخيرة، لتزيدها أنباء عودة جاب الله إلى النهضة بعدا عن الوصول إلى رص كيان سياسي إسلامي جديد يحتل له حيزا محترما تحت أشعة الشمس·