أبقى الرئيس بوتفليقة على منصب سفير الجزائر بالمملكة المغربية شاغرا رغم التغييرات التي أجراها على مستوى سلك السفراء والقناصلة في الأيام القليلة الماضية· وقد شملت الحركة الجديدة في السلك الدبلوماسي تعيين عدد من السفراء الجدد والقناصلة في عدد من العواصم الأوروبية والعربية والإفريقية من دون تعيين سفير الجزائر بالمغرب رغم شغور المنصب منذ أكثر من سنة، وهي الفترة التي قرر فيها رئيس الديوان السابق والسفير بالرباط العربي بلخير التخلي عن منصبه والتوقف عن ممارسة أي نشاط سياسي أو دبلوماسي بسبب حالته الصحية التي شهدت تدهورا منذ نهاية العام الماضي· وتوقعت مصادر دبلوماسية، في تصريح ل''البلاد'' أمس، عدم تخلي بوتفليقة عن العربي بلخير حيث رجحت المصادر ذاتها عودة بلخير إلي منصبه بالرباط بعد التحسن الذي طرأ على صحته مؤخرا وخروجه من فترة النقاهة التي لازمتها منذ عودته من إسبانيا حيث خضع للعلاج هناك·ويرى متتبعون أن الرئيس بوتفليقة لن يتمكن من إيجاد رجل مثل بلخير يحظى بعلاقة قوية ومتينة مع القصر الملكي المغربي ويتمتع بحنكة دبلوماسية تمكنه من ''ترطيب'' العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، رغم ما تتسم به من برودة في الفترة الأخيرة على خلفية وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الصحراوي ودعمها لحقه في تقرير مصيره ورفضها فتح الحدود مع المغرب للمهربين وتجار المخدرات· وقد رجحت مصادر في وقت سابق تعيين مولاي قنديل الذي كان يتولى مهام إدارة شؤون السفارة منذ سنة في غياب السفير فوق العادة الجنرال العربي بلخير على رأس الدبلوماسية الجزائرية في الرباط، لكن التغييرات الأخيرة أظهرت أن الرئيس ليس بحاجة لتواجد مولاي قنديل بالمغرب على الرغم من أنه من بين الدبلوماسيين الذين يملكون علاقات متينة بالمملكة المغربية بحكم أنه عاش فترة من حياته بالمغرب، لكن الرئيس أنهى مهام قنديل ولم يعينه سفيرا مكان بلخير بالمغرب· بينما يرى متتبعون آخرون أن إنهاء الرئيس بوتفليقة مهام السفير بالنيابة لدى المملكة المغربية، مولاي قنديل، يدخل في إطار تحضيره في الفترة اللاحقة لتعيين سفير جديد وطاقم قنصلي جديد بالسفارة الجزائربالرباط والتي سيعلن عنها مستقبلا، ومن المرتقب أن يعلن عن تعيين شخصية لا تقل حنكة ودبلوماسية من الجنرال العربي بلخير بالمغرب نظرا لحساسية العلاقات بين البلدين، وسيعلن الرئيس بوتفليقة خلالها أيضا عن تعيين سفيرين بباريس وروما لاحقا·وكان العربي بلخير قد قدم طلبا للرئيس بوتفليقة بالإعفاء من منصبه لحاجته إلى الراحة، خصوصا بعد أن عرفت حالته الصحية تدهورا في نهاية العام الماضي، وقد خضع للعلاج أسابيع عديدة بفرنسا ودخل إلى الجزائر ليقضي فترة علاج أخرى بمستشفى عين النعجة العسكري، أعقبتها مرحلة نقاهة ألزمته إقامته بحيدرة· وبعد أن زادت حالته سوءا سافر بلخير إلى إسبانيا للعلاج مطلع الشهر الماضي، ويوجد حاليا بالجزائر في فترة نقاهة جديدة· وتسربت معلومات عن تحسن وضعه الصحي بالتدريج··