أكد موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أنه الوحيد في الأفانا الذي يجوز له تقييم أداء رئيس كتلته البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني· وأوضح تواتي، في اتصال ب''البلاد''، أن تعيين أو إبعاد رئيس الكتلة البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني هي من صلاحيات رئيس الحزب مثلما هو معمول به في باقي التشكيلات السياسية الممثلة في الغرفة السفلى، وبالتالي فلا أحد غيره، يضيف تواتي، يملك صلاحية المطالبة بتغيير قراره القاضي بتجديد الثقة في شخص ساعد عروس، الذي يعتبره بعض قادة الأفانا الذراع الأيمن لرئيس الحزب، رغم أن عروس ليس عضوا في المكتب ولا في المجلس الوطني للجبهة الوطنية الجزائرية · وردا على تصريحات غريمه محمد بن حمو التي هدد فيها باللجوء إلى العدالة، قال رئيس الأفانا ''إن بن حمو شخص حي في عتاد الأموات''، إشارة منه إلى نشاط هذه الأخير على الصعيدين السياسي والبرلماني، وأوضح أن النائب ''المتمرد'' لا يعني شيئا بالنسبة للأفانا، معتبرا أن جميع ما يقوم به من تحركات ''لا تغني ولا تسمن من جوع ولن تضر الحزب في شيء''· فيما أعاب على وسائل الإعلام تعاطيها مع التهم والتصريحات التي يدلي بها بن حمو في شؤون الأفانا الداخلية·وفي هذا السياق، قال عبد القادر زياني عضو المكتب الوطني المكلف بالمنتخبين والانتخابات في الأفانا ل''البلاد''، إن المكتب الوطني لم يجتمع بعد للفصل في قضية النائب بن حمو، بعدما قام رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية قبل حوالي عشرة أيام من الآن بتجميد عضويته داخل الكتلة البرلمانية، كما باشر في حق المعني إجراءات تأديبية عبر إحالة ملفه على لجنة الانضباط، واتخاذ قرار بمتابعته أمام العدالة·ومن غير المستبعد أن يجتمع موسى تواتي مع أعضاء المكتب الوطني للحزب قبيل افتتاح الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني المقررة في الثاني من سبتمبر الداخل·وحسب مصادر مقربة من رئيس الأفانا، فإن موسى قد يعيد تواتي النظر في قراره السابق الذي جدد بموجبه الثقة في شخص ساعد عروس رئيسا للكتلة البرلمانية، وهذا لاعتبارات حزبية وسياسية، وقالت مصادر ''البلاد'' إنها ترتبط بتوازنات داخلية تمس تواتي شخصيا إن هو استجاب لمطالب سحب الثقة من عروس، مما يعني رضوخه لضغوط نوابه في المجلس، وهو ما قد يعتبر هزيمة وتنازلا لتواتي أمام خصومه داخل هياكل الأفانا· أما الاعتبار الثاني الذي يدفع بمرشح الرئاسيات السابق للإبقاء على قراره السابق ساري المفعول، هو أن منصب رئيس الكتلة منصب سياسي، وتعيين رئيسها يكون وفقا لذلك من صلاحيات رئيس الحزب غير المتنازع فيها، وهو المنطق المنتهج لدى بعض الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان· وبالتالي فساعد عروس يمثل تواتي داخل البرلمان، خاصة أن رئيس الأفانا قام بتجديد الثقة في عروس بعد توكيله من طرف النواب أنفسهم· وخلصت المصادر إلى التأكيد على أن تواتي سيبقى حتما عروس رئيسا لكتله في البرلمان لعهدة ثالثة إلى حين تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني عام 2010