أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن تنظيم ندوة سياسية وفكرية في الأسبوع الثاني من شهر مارس داخل لمناقشة قضايا التعددية السياسية في الجزائر في العشريتين الأخيرتين. ودعا رجال السياسة والفكر والإعلام لمناقشة الموضوع وبلورة أفكار مشتركة عن حاضر الديمقراطية في الجزائر. وقال عبد العزيز بلخادم- في ختام ندوة التعددية السياسية في الجزائر: التجربة والآفاق- الأربعاء الماضي إن الديمقراطية والمصلحة الوطنية تعني الاستماع للآراء المختلفة والمتعارضة مع تحديد القواسم المشتركة التي تكون أساس الحريات والتنمية، بما يخدم المصلحة العامة. سية التي جرت بمقر الحزب العتيد في حيدرة قد تناولت أفكارا ومواقف سياسية متباينة إلى حد التعارض الصريح أحيانا. فبينما تحدث نائب رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري عن انحراف التعددية والديمقراطية في الجزائر ووجوب تصحيحها، دعا السيناتور محمد خوجة عن الأرندي إلى العودة خمسة عشر سنة إلى الوراء عندما لم يكن للجزائر رئيس منتخب ولا مؤسسات منتخبة وكانت الدولة مهددة في كيانها. وإذا كان عميد كلية العلوم السياسية والإعلام أحمد حمدي قد أثنى مطولا على الانفتاح الإعلامي الذي تضمنته مختلف الدساتير في الجزائر، فإن الصحفي عبد العالي رزاقي وقف موقفا مناقضا بحديثه عن انحسار حرية التعبير، إلى جنب انحسار حرية إنشاء الأحزاب، حيث قال إنه لم يتم اعتماد أحزاب جديدة منذ عشر سنوات، أي منذ مقدم الرئيس بوتفليقة إلى الحكم. كما عرفت الندوة- التي أدارها النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد بوعزارة- تدخلات ساخنة لكل من خالد بن اسماعين الذي تحدث عن دور الجيش في ميلاد التعددية في الجزائر، ومحمد جمعة، عن حمس، الذي رفض أن تتخذ مثالب التعددية كمبررات للعودة إلى الأحادية، بتأكيده أن الديمقراطية قادرة على تصحيح أخطائها وانحرافاتها، عكس النماذج الأحادية التي تحمل بذور فنائها. كما تحدث في الندوة كل من رمضان تعزيبت، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن حزب العمال، والكاتب محمد الصالح حرز الله، وأمين عام حزب التجديد الجزائري كمال بن سالم، وغيرهم. وإن بدت بعض الأفكار متعارضة تماما، إلا أن الجميع ثمن مبادرة لجنة التكوين السياسي في الحزب العتيد في التأسيس لفضاء سياسي وفكري يفتح الباب لكل الحساسيات