كشفت مصادر فرنسية مسؤولة أن الوضع في سوريا “على وشك الانقلاب”، موضحة أن النظام السوري في “مرحلة انحدار يزداد حدة والأمور ستتغير بسرعة لأن النظام لا يمكنه أن يصمد في ظل تواصل هذا الانحدار”. والمعلومات لدى الأوساط الفرنسية أن احتياطي سوريا من العملات الأجنبية هو بليون ونصف دولار فقط. ونقلت الأوساط عن مصادر قريبة جدا من الرئيس السوري بشار الأسد، أن معنوياته “ليست جيدة، وأنه ضائع، ولكنه ما زال متمسكاً برؤيته للأوضاع وموجودا في دمشق”. وأوضحت المصادر وفق تقرير لصحيفة “الحياة” اللندنية أن الجانب الروسي قال للفرنسيين، إن الأسد “لن يترك سوريا وسيبقى فيها إلى النهاية”. كما أوضحت أن الائتلاف السوري المعارض “بدأ ينظم نفسه، وأن تشكيل الحكومة اقترب، وتدريجيا هناك المزيد من الدول الأوروبية والعربية التي ستعترف به، على غرار فرنسا، كممثل وحيد وشرعي للسوريين”، موضحة أن الجانب العسكري للمعارضة ينظم نفسه أيضاً في إطار الائتلاف. وتوقعت أن تطرح الجامعة العربية موضوع قبول مقعد سوريا للائتلاف الجديد، وأن تعارض ذلك بعض الدول العربية منها لبنان والجزائر. وفي الأثناء، قالت المصادر إن الانطباع الذي تركه الجانب الروسي خلال زيارة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف لباريس، لدى فرنسا هو أن “هناك بعض التطور في الموقف الروسي، الذي يلاحظ أن هناك تغييرا ملحوظاً في الوضع على الأرض في سوريا، وأن قراءة فرنسا لتطور الموقف الروسي هو أن روسيا لم تعد تقول إن انتخابات الرئاسة في سوريا عام 2014، ولا يقولون إنه إما الأسد أو لا شيء، وأصبحوا يقولون إنهم ليسوا متمسكين بالأسد ولكنه لا يريد الرحيل، أي أنهم يطلبون من الجانب الفرنسي بشكل خاص ألا يطلب منهم ترحيل الأسد لأنه لن يغادر بلده”. وتابعت المصادر موضحة “الآن يقول الجانب الفرنسي إن حجة الروس “إذا رحل الأسد فمن سيحل محله” سقطت مع تشكيل الائتلاف السوري المعارض واعتراف دول به وتوجهه لتشكيل حكومة انتقالية وتنظيم الأوضاع العسكرية للائتلاف في تركيا”.أما عن مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، فأوضحت المصادر أن الموفد الأممي كان أبلغ الفرنسيين “أن كل ما في وسعه أن يفعله هو أن يتحدث مع رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب لينقل رسائل إلى الأسد، فهو (أي الإبراهيمي) لا يطلب من الائتلاف أن يتحدث مع النظام”، لكنه يمكن أن ينقل رسائل المعارضة لدمشق. وذكرت المصادر أن الإبراهيمي لم يبلغ الجانب الفرنسي أن لديه خطة قادرة على تحقيق المعجزات. فالجميع يدرك أن الأمور تتحرك بسرعة. وهناك توقع بمعركة وشيكة في دمشق. وفرنسا تتمنى ألا تحدث مجازر تتخوف منها، وأن عددا من البعثات الدبلوماسية سحبت موظفيها من دمشق. من ناحية أخرى، وعلى وقع استمرار العمليات العسكرية التي تستنزف المزيد من الدماء، وفي خطوة أثارت مخاوف الناشطين السوريين معتبرين أنّها تمهيد ل”عمل ما”، عمد النظام السوري إلى محاصرة العاصمة أمس وقطع الاتصالات الأرضية والخلوية “النقال” والإنترنت عن معظم أنحاء العاصمة دمشق وريفها، ومعظم مناطق محافظات حماه وحمص ودرعا، وجميع أرجاء محافظة طرطوس والسويداء، وبعض مدن دير الزور والرقة،