مناورة “القاعدة” بتوريط “الأزواديين” تعجّل بالتدخل العسكري .. رفيق شلغوم أعلن تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن إنشاء كتيبة جديدة تحمل اسم "يوسف بن تاشفين" وتتشكل بالأساس حسب ما جاء على لسان أبو يحيى الأنصاري عضو اللجنة الإعلامية لإمارة الصحراء في حديث "لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة"، من سكان منطقة أزواد بالشمال المالي، خصوصا من قومية التوارڤ المنتشرة في المنطقة، وزعم المتحدث أن الأيام الماضية عرفت إنشاء هذه الكتيبة واختارت لها اسم القائد المرابطي الشهير وفاتح الأندلس يوسف بن تاشفين، مضيفا أنه تم اختيار أحد أبناء المنطقة وهو المعروف باسم عبد الحكيم القيرواني لإمارتها وهو أحد أفراد كتيبة الأنصار التي يقودها عبد الكريم التاركي. وحسب المصدر، فإن القيرواني ينحدر من منطقة كيدال، وكان عضوا نشطا في كتيبة الأنصار كما سبق له أن زار ليبيا في مهمة بتكليف من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. هذا وقد أكد أحد الخبراء الأمنيين في حديثه ل«البلاد"، أن هذه الخطوة المتمثلة في إعلان القاعدة عن تشكيل كتيبة ثانية مكونة من أبناء منطقة الأزواد هي خطوة مدروسة وبدقة من طرف تنظيم القاعدة لجر المنطقة بالكامل وخصوصا حركة تحرير الأزواد في صراع جديد مع القوى الإقليمية المؤيدة للتدخل العسكري بشمال مالي، لتحقيق أجندة خاصة بها، خاصة أن القوى الغربية لاتزال تنظر إلى حركة الأزواد وعناصرها على أنها لا تختلف عن الحركات الإرهابية الغريبة عن المنطقة، خاصة مع مواصلة تبني الحركة لفكرة الانفصال عن دولة مالي، ومن ثمة تأتي هذه المبادرة المعلن عليها من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي لجر شعب الأزواد إلى مربع القاعدة وإظهاره كأنه شعب يميل للعنف والأعمال الإرهابية، بل إن هذه الخطوة التي قامت بها القاعدة تهدف من ورائها إلى تصدير معلومات خاطئة للرأي العام الدولي توحي بأن شعب التوارڤ سيحتمي بجناح القاعدة، رغم أن الرأي العام العالمي يدرك جيدا أن توجه الحركة هو "علماني محض" ولا علاقة له بكل هذه المعلومات التي وصفها الخبير الأمني في حديثه ل«البلاد" بالمغرضة والهدف منها إفشال الوساطة التي تقوم بها هذه الأيام بعض الدول بين الحركة والسلطة المركزية بباماكو في مقدمتها الجزائر وبوركينافاسو وبالتالي حسب الخبير الأمني ذاته، فإن الهدف من هذه المناورة الجديدة لتنظيم دروكدال هو السعي إلى تشويه صورة شعب الأوزاد المكون بالأساس من "التوارڤ" ومحاولة إظهار فصيل منه كأنه تابع للقاعدة، رغم أن حركة تحرير الأزواد قد أعلنت الحرب على المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة وفي مقدمتها حركة التوحيد والجهاد المتكونة من جنسيات أجنبية لا علاقة لهم بمالي ولا بشمالها وكبدتها العديد من الخسائر البشرية والمادية في المعارك العنيفة التي وقعت بين الطرفين. كما أضاف الخبير الأمني ذاته أن الضربة الموجعة التي تلقتها القاعدة من طرف جماعة أنصار الدين والتي كانت إلى وقت قريب تتبنى خيار تطبيق الشريعة ما جعل التنظيم الإرهابي القاعدة يتخبط في رد الفعل وهو ما يفسر الإعلان الجديد المسوق أساسا للرأي العام الدولي أكثر مما هو مجسد فوق أرض الواقع، مردفا أن شعب الأزواد وحركته والتي تطالب بتطبيق "العلمانية" هي بعيدة كل البعد عن تنظيم القاعدة وكتائبه الإرهابية.