نفت الخارجية السورية، أمس، وجود أي نية لدى الجيش السوري لاستخدام الأسلحة الكيميائية ''إن كانت متوفرة تحت أي ظرف''، على حد ما جاء في بيان الخارجية الذي جاء في رد على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي حذرت من استخدام النظام السوري لأسلحة محرمة دوليا ضد الشعب، مؤكدة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر أن اللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع الدائر في سوريا يعتبر خطا أحمر لن تسكت عنه إدارة البيت الأبيض الأمريكي. وأشار بيان الخارجية أن النظام السوري لا يعتزم استعمال أي نوع من الأسلحة ضد الشعب الأعزل، في إشارة إلى أن العمليات التي يقودها الجيش النظامي تقتصر على ملاحقة من أسماهم ''بالإرهابيين''. من جانب آخر وفي محاولة لإيجاد أرضية توافق روسي تركي حول سبل الخروج من الأزمة السورية، اجتمع أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان لمناقشة تطور الأوضاع في سوريا، وبالأخص فيما يتعلق بقضية نشر صواريخ ''الباتريوت'' على الحدود التركية والسورية، وقال كبير مساعدي الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، إنه ''بالرغم من التباين الكبير في مواقف الدولتين، إلا أن اللقاء سيتطرق إلى جميع التفاصيل''، مع العلم أن المراقبين السياسيين شككوا في قدرة الاجتماع في تقريب وجهات نظر البلدين، إذ أن روسيا مصرة على الاستمرار في بيع الأسلحة للنظام السوري بموجب الاتفاقيات القديمة، في حين أن تركيا تباشر في نشر المزيد من قواتها العسكرية على الحدود تحسبا لأي تطور. بهذا الخصوص أكدت مصادر تركية أن أنقرة نشرت مقاتلات على طول حدودها مع سوريا أمس، كما تم منح الضوء الأخضر لطائرات ''أف ''16 لترك القاعدة العسكرية بديار بكر لتتمركز على الحدود مع سوريا، في انتظار نشر صواريخ ''الباتريوت'' التابعة لحلف الشمال الأطلسي بطلب من تركيا، مع العلم أن أنقرة أبدت إصرارا كبيرا في نشر الصواريخ باعتبارها ''تدابير دفاعية احترازية''، على حد تأكيد الخارجية التركية. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الحملة التي يقوم بها الجيش النظامي على محيط العاصمة، دمشق، في تأكيد على مواصلة القصف على أحياء التضامن، الحجر الأسود وغيرها من المناطق، كما أفادت لجان التنسيق المحلية باحتدام حدة الاشتباكات في العديد من المحافظات السورية ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. هذا وقد تناقلت مصادر إخبارية مختلفة، أمس، خبر انشقاق المتحدث باسم الحكومة السورية جهاد مقدسي. وذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصدر دبلوماسي ''إن جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، انشق عن حكومة الرئيس بشار الأسد وغادر البلاد''. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز ''كل ما بوسعي قوله هو أنه خارج سوريا''. وقال تلفزيون المنار اللبناني في وقت سابق إن مقدسي أعفي من مهامه الرسمية ''لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري''، وذكرت التقارير أن مقدسي اتجه إلى بريطانيا.