ص. محمد أمين لم يستطع عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن ينظم تجمعه الانتخابي خلال الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات المحلية بولاية بومرداس، واكتفى بزيارة مقر المحافظة التي وجدها خاوية على عروشها ليخرج منها غضبان آسفا، حيث لم يجد بها غير نواب الحزب وبعض أعضاء مكتب المحافظة واللجنة المركزية، فتوجه مباشرة إلى مدينة بودواو ثم دخل مقر المداومة الانتخابية للحزب التي كانت بجوار حانة المدينة وقبالة محل لبيع المشروبات الكحولية، مما أثار اشمئزازه ليقفل راجعا على جناح السرعة إلى الجزائر العاصمة. وبالرغم من أن أحد المجاهدين الكبار بالمنطقة التاريخية، صارح الأمين العام للحزب بالحقيقة المرة عندما قال له لقد حطمتم جبهة التحرير الوطني ولا أمل لكم بالفوز في مدينة بودواو التي تمثل القلعة الحصينة للجبهة بالمنطقة منذ أيام الحركة الوطنية، فقد راح بلخادم يصرح للإذاعة المحلية أن حزب جبهة التحرير الوطني سوف يفوز بالأغلبية المطلقة في عشرين بلدية من ولاية بومرداس، بالإضافة إلى رئاسة المجلس الشعبي البلدي، مثلما كان قد صرح قبلها أن الجبهة سوف تحصد ألف بلدية على المستوى الوطني! لكن عندما دقت ساعة الصفر يوم الاقتراع، لم تحصد جبهة التحرير الوطني غير خمس بلديات بولاية بومرداس بعدما كانت في العهدة الانتخابية السابقة تقود رئاسة 18 بلدية من مجموع اثنين وثلاثين بلدية، مثلما تفوقت القائمة الانتخابية الولائية للتجمع الوطني الديمقراطي على قائمة الجبهة وهو ما يرشحها لفقدان رئاسة المجلس الشعبي الولائي، وهي انتكاسة كبيرة في تاريخ الحزب لم تحدث له منذ بداية التعددية الحزبية زمن جبهة الإنقاذ، على الرغم من الخطاب الديني والمظهر الإسلامي للأمين العام للحزب. هذا وعادت بلدية بودواو إلى خليفة رئيس البلدية السابق الذي تعرض للإقصاء من الترشح في صفوف حزب جبهة التحرير ليتصدر قائمة حزب الشباب، حيث استطاع شاب صغير مثل حمانة بوشرمة وهو حديث الولادة السياسية أن ينظم تجمعا شعبيا حاشدا في مدينة بودواو وهو التجمع الذي فشلت محافظة حزب جبهة التحرير الوطني في تنظيمه للأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، على الرغم من أن المحافظ السيناتور ورئيس البلدية السابق الذي ترقى إلى نائب بالمجلس الشعبي الوطني يقيمان في مدينة بودواو. وكان من الطبيعي أن تتعرض قائمة الحزب العتيد إلى هزيمة نكراء بعدما تصدر قائمتها مقاول قادم من حركة النهضة، بالإضافة إلى الرقم الثاني الذي هو الآخر مقاول. وكانت الصدمة قوية جدا في عقر دار السيناتور السابق، ببلدية أولاد موسى التي حصد بها حزب التجمع الوطني الديمقراطي أغلبية مقاعد البلدية التي هي مسقط رأس متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني لانتخابات المجلس الشعبي الولائي، وهو السيناتور السابق الذي يراهن على العودة إلى مجلس الأمة ليفوز بعهدة ثانية! بل إن النتيجة التى تحصلت عليها القائمة الولائية كانت هزيلة جدا وخيبة للآمال. والنتيجة، أن جبهة التحرير الوطني بولاية بومرداس اختلطت عليها الأوراق ولم يعد بمقدورها أن تعيد ترتيب أوراقها لكونها تكون قد خسرت كل أوراقها مادامت راهنت منذ بداية اللعبة الانتخابية على أوراق خاسرة، بل على أوراق مغشوشة أو مزيفة!