قاطعت كتلة الجبهة الوطنية الديمقراطية، الدور الثاني من الاقتراع السري للحسم في رئاسة بلدية العلمة بولاية عنابة، وذلك تعبيرا منها عن رفضها العمل مع التحالف المعارض الذي شكلته باقي القوائم التي نالت مقاعد في المجلس البلدي. واتضح الانقسام بصورة جلية بعد تنظيم الدور الأول والذي كانت فيه قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية القائمة ذات الأولوية في تقديم مترشح عنها لرئاسة المجلس، لكن الاقتراع السري كشف عن تحالف القائمة الحرة التي حملت تسمية “البديل" مع كل من الأفلان، الأرندي وحركة مجتمع السلم، وهو التكتل الذي يتشكل من 10 أعضاء، حضروا الدور الثاني من عملية التنصيب وزكوا بالإجماع متصدر القائمة الحرة عبد الحميد دريدي على رأس البلدية، إلا أن المقاطعة الجماعية لمنتخبي “الأفندي" لجلسة التنصيب في الدور الثاني تعد بمثابة مؤشر أولي على تواصل الانقسامات داخل المجلس إلى إشعار آخر. إلى ذلك فقد كان السباق على رئاسة بلدية شطايبي ساخنا، وحسمه نشاط الكواليس، حيث انتزع متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي منصب “المير" بعد حصوله على 8 أصوات في عملية الاقتراع السري التي نظمت مساء أمس مقابل اكتفاء منافسه عبد العزيز عوادي، متصدر قائمة حزب الكرامة بخمسة أصوات، رغم أنه كان قد تصدر النتائج بحصوله على 4 مقاعد، لكن تحالف “الأرندي" مع باقي التشكيلات السياسية على مستوى هذه البلدية سمح بتشكيل تكتل ضم 8 أعضاء، حيث إن المعطيات تشير إلى ظفر مرشح التجمع الوطني الديمقراطي بتزكية بعض منتخبي كتلتي الجبهة الوطنية الديمقراطية وحركة الوفاق الوطني. على صعيد آخر، شهدت عملية تنصيب المجلس البلدي ببرحال حدوث انقلاب في آخر لحظة، لأن كل المعطيات كانت توحي بحسم الأمور في الكواليس، بالاتفاق على منح رئاسة المجلس لمحمد ناصر بن علي، متصدر الجبهة الوطنية الديمقراطية، بعد حصوله على 9 مقاعد من أصل ال 19 التي تشكل المجلس، مع تحالفه مع جبهة التحرير الوطني، لتشكيل تكتل من 14 منتخبا، لكن هذا التحالف بطل مفعوله عند الاحتكام إلى الصندوق في عملية الاقتراع السري، حيث انقسمت كتلة الأفلان، وتراجعت عن اتفاقها مع متصدر قائمة “ الأفندي"، غير أن تزكية منتخبي حركة الوفاق الوطني لمرشح الجبهة الوطنية الديمقراطية، إضافة إلى منتخب منشق عن كتلة الأفلان منح بن علي 14 صوتا، مقابل معارضة 5 أعضاء لترؤسه المجلس، وهي النتيجة التي جعلته يعيد النظر في الحسابات التي كان قد ضبطها في الكواليس فيما يخص تركيبة الهيئة التنفيذية ورؤساء القطاعات واللجان. بالموازاة مع ذلك، تمت عملية تنصيب رئيس بلدية عين الباردة بتزكية بالإجماع لمتصدر قائمة جبهة التحرير الوطني بوعلام سهل، بعد حصول الأفلان على 7 مقاعد، مقابل 6 مقاعد للتجمع الوطني الديمقراطي، إلا أن اتفاق القوائم الأربع التي خاضت السباق على مستوى هذه البلدية حال دون طفو صراعات على السطح أثناء عملية التصويت.