قبل أن تبرد عظام الصغيرة شيماء، حيث لا يزال قاتلها، المفترض، فارا، من عدالة الأرض، لا عدالة السماء، صحت حكومة، الجزائر تشكر "هولاند" على زيارته الميمونة، على وقع جريمة أخرى، والمكان، كما العادة، العاصمة البيضاء، وبالضبط في "درارية"، مساحة الشواء "الطلق"، حيث بين المطعم والمطعم، طاعم ومطعم آخر وليس أخير.. سندس، توأم آخر للقتل الذي فعلها في شيماء زرالدة، وبين القتيلة الأولى و”سندس" درارية، قاسم مشترك بائس، مفاده أن مجتمع هذا الوطن الذي يدين بالإسلام وبصلوات الجمعة المتابعة لآخر تطورات فتاوى نواقض الغسل، قرأت على روحه فاتحة الكتاب، بعد أن أصبح القتل فيه نوعا من أنواع التسلية والترويح عن النفس الأمارة بال«جوع"، لكل ما هو خسيس وتافه ومنحط.. إذا كانت السلطة تتحمل بعضا من وزر دم شيماء زرالدة، المراق على ناصية الإهمال والتراخي الرسمي، الذي غض البصر عن مجرم مطلوب قضائيا، حتى فعل فعلته، فإن دم سندس درارية في رقبة من نسميه مجتمع "عاقر"، أفلست مدارسه ومساجده في منافسة "بابا نويل" من حيث الدخول إلى البيوت، ليصبح جزءا من أعياد "اللمة" العائلية، ففي حكاية الصغيرة، سندس، فإن القاتل لم يكن إلا امرأة من العائلة، امرأة بلا سوابق قضائية ولا أوامر مطاردة أمنية، فقط، غافلت الجميع، حين تابعت مسلسل "شيماء" والآخرون، لتقلد الموت والقتل نفسه مع "سندس"، وتتمكن من نقل الرعب الاجتماعي من زرالدة إلى.. درارية.. فكلوا هنيئا مريئا، ما جنته علينا أدوات الترويج لقتل "الوعي الديني".. والسؤال العالق في ما هوى حتى الآن من عقل اجتماعي عام، ترى، كم من الوقت يكفي السلطة والأمة لكي يعترفا أن القتيل الوحيد في مآسي "قنص" الصغار المبتذل، ليس إلا إنسانا.. خرج ولم يعد؟