استقبلت مصلحة الطب الشرعي في شهر ديسمبر الفارط 20 ضحية عنف أسري، جميعهن تعرضن لتعنيف قاسي من طرف أزواجهن، مما سبب لهن بعض الإعاقات والتشوهات على مستوى جسدهن، وأحيانا في مناطق حساسة من الجسم، الشيء الذي أضحى يرغمهن على التقدم بشكاوى رسمية ضدهم، على مستوى الجهات القضائية، طلبا للحماية حسب ما ينص عليه قانون الأسرة الجزائري الذي يمنع مثل هذه الاعتداءات، لكن تفيدا غلب الحالات، أن أكثر القضايا المشابهة التي يتم عرضها على المحاكم تنتهي بانفصال الرابطة الزوجية! وقد سجلت مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بوهران خلال الشهر الأخير أكثر من 35 ضحية للعنف الأسري من جنس إناث أغلبهن تتراوح أعمارهن بين 16و41 سنة، حسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة من المصلحة ذاتها، إذ إن 20 حالة من بين مجموع الضحايا اللائي استقبلتهن المصلحة تعرضن للعنف الجسدي من طرف أزواجهن، فيما تعرضت باقي الضحايا للضرب والجرح العمدي من طرف إخوتهن أو أوليائهن حسب ما المصادر التي أوردت الخبر. وفي السياق ذاته فإن مصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي بوهران أضحت تستقبل يوميا من 3 إلى 6 حالات ضحايا العنف الأسري أغلبها نسوة تعرضن لشتى أنواع العنف من طرف أقربائهن خاصة العنف الجسدي كالضرب والجرح العمدي باستعمال السلاح الأبي كما ذكرنا آنفا. وأحرج حالة وقفت عليها "البلاد" تتعلق بفتاة في ال19 سنة من عمرها استقبلتها مصلحة الطب الشرعي في حالة جد حرجة استدعت إخضاعها للرقابة الطبية بعدما طعنت بسلاح أبيض في أنحاء مختلفة من جسدها من طرف عشيقها لأسباب لم تعرف لحد الساعة حسب ما أضافته المصادر ذاتها. وباتت ظاهرة العنف الأسري تأخذ منحيات مخيفة ومقلقة بعاصمة الغرب الجزائري إذ تم تسجيل خلال الثلاثي الأول من السنة المنصرمة أزيد من 63 ضحية راح ضحيتها نسوة من أعمار مختلفة، إلا أن هذا الرقم المسجل لا يعكس الرقم الحقيقي والواقع المر الذي تعيشه مئات الضحايا اللاتي يعانين في صمت بدل إبلاغ الجهات المعنية لردع المعتدين. من جهة أخرى أشارت المصادر نفسها إلى أن مصلحة الطب الشرعي بمستشفى وهران أضحت تحرر شهادات عجز أغلبها تفوق الثلاثة أشهر نظرا لحجم الضرر الذي تعرضت له الضحية والذي غالبا ما يؤدي إلى عاهات مستديمة. وفي سياق آخر فقد فسر المختصون خلال أيام دراسية للظاهرة التي أجريت سابقا والتي احتضنتها وهران، أن الأسباب التي تصعد من الظاهرة غالبا ما تكون المشاكل الاجتماعية كالبطالة وعدم توفر السكن وعدم القدرة على الزواج لغلاء المعيشة، والتي غالبا ما يكون ضحيتها الشباب الذين لا يجدون طريقة للتعبير عن مشاكلهم سوى العنف الذي أضحى لغة من لا لغة له.جدير بالذكر أنه تم تسجيل خلال السنة المنصرمة 527 حالة عنف، 75 بالمائة منها نسوة.