لم يعد العنف الاسري يمس فئة النساء فقط، باعتبارهن الشريحة الاضعف في المجتمع، بل أصبح الرجال هم كذلك ضحية لهذا العنف، فالارقام المسجلة بمصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بوهران تعكس الحالة بوضوح، إذ من بين 527 حالة عنف سجلت منذ بداية العام الحالي.. كانت 132 حالة خاصة بعنف النساء ضد الرجال من الازواج، (وهي الحالة الاكثر تسجيلا) أو ضد احد افراد العائلة كالاخوة أو الجيران، الى غير ذلك من الحالات التي استقبلتها المصلحة بنسبة 25 بالمائة من مجمل الحالات المسجلة. وكانت المصلحة قد سجلت الشهر الاخير 35 ضحية للعنف الاسري، منها 8 حالات عنف ضد الرجال من طرف نساء تتراوح اعمارهن بين 16 و41 سنة، وأصبحت المصلحة تستقبل يوميا من ثلاث الى ست حالات ضحايا للعنف الاسري، وترجع هذه الحالات غالبا الى الضغوط الاجتماعية التي ترهق كافة العائلات، بينما هناك حالات أخرى لزوجات يعتدين على ازواجهن لأسباب مختلفة. وقد تزايدت ظاهرة العنف في الاسرة بشكل مقلق، اذ تم تسجيل ما يفوق 600 حالة خلال الموسم الفارط راح ضحيتها نسوة ورجال من أعمار مختلفة، رغم أن هذا الرقم لا يمثل بالضرورة الواقع كون بعض الضحايا لا يبلغون عن ذلك لضوابط ومعتقدات اجتماعية خاصة الازواج الذين يتعرضون للعنف من طرف زوجاتهن، وأفادت مصادر من مصلحة الطب الشرعي أن هذه الاخيرة باتت تحرر شهادات عجز تفوق ثلاثة أشهر نظرا لدرجة الضرر الذي يتعرض له الضحايا، وأمام تفشي ظاهرة العنف في الاسر، تحاول الجهات المعينة وضع الظاهرة في نطاق التحليل لإيجاد الآليات للحد من ذلك، وكان المجلس الوطني للأسرة والمرأة قد خاض في هذا المجال خلال ملتقيات عدة، تطبيقا للتوجيهات الخاصة بترقية وضع المرأة، لكن الحلول دائما تبقى مجرد أفكار في انتظار أن تتجسد على أرض الواقع.