قال الشيخ العودة في توضيح له على شبكة الانترنت بعد الضجة التي أحدثتها تصريحاته الأخيرة في مناسبتين خلال برنامجه ''حجر الزاوية'' حول التنظيمات الإرهابية بالجزائر وخارجها، وحديثه عن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري· حيث أنكر التطرف الذي تنتهجه بالبينة والحجة القاطعة، وهي التصريحات التي جعلت البعض يصفه بأنه حكومي ويعمل لصالح جهات نظامية معينة· وفي هذه النقطة قال ''لسنا مع الحكومات ولا ضدها ولكننا ضد الانحراف والتخريب والإفساد كله، وضد من يمارس التطرف باسم الدين'' ·وتوجه العودة بحديثه قائلا ''لمن لا يزالون يعذرون بجهلهم أن يحسبوا حساب وقوفهم بين يدي الله وأن لا يحملهم تغيير المنكر على أن لا يعدلوا ولا يفتح لنفسه باب التأويل في المنكرات الصريحة''، مشيرا صراحة إلى أن أفعال جماعة درودكال في الجزائر تعد من ''الكبائر الموبقة التي تجر إلى جرم أعظم عند الله مما تزعم أنها تنكره، وهذا أعظم مما فعله الخوارج أيام الإمام علي''·وأضاف في سياق مخاطبته للإرهابيين، ''إن بعض فاسدي العقول أصبحوا يتحدثون عن الاغتيال وكأنه سنة نبوية وهذا انحراف في الفهم وطيش في الأحلام''، ليؤكد العودة أن هؤلاء الذين شطّ بهم المسلك لو صار بيدهم من الأمر شيء لأفسدوا وأهلكوا الحرث والنسل وضيعوا وقطعوا وضلوا وأضلوا وفتنوا وافتتنوا لأنهم شاردون عن سواء السبيل، بعيدون عن فهم الشريعة وإدراك مقاصدها وجاهلون بسنن الله في خلقه -على حد تعبير العودة- الذي شدد في ذلك قائلا ''إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولا يهدي كيد الخائنين، والذين يقتلون المسلمين باسم الإسلام، أو باسم تطبيق الشريعة، لن يفلحوا ولن يصلحوا، وسينالهم عقاب الله تعالى، وسيكونون مثلاً لغيرهم، إلا أن يتوبوا قبل ذلك''·وفي السياق ذاته، لم يغفل مدير موقع ''الإسلام اليوم'' الشيخ سلمان العودة حديثه عن تنظيم القاعدة الذي تحول -حسبه- إلى ظاهرة إعلامية يتشبث بها الكثيرون ممن يريدون الحصول على الاسم الرمزي وحشد الشباب تحت عباءتهم، ليشدد على دور العلماء والدعاة في فضح الجماعات الإرهابية وقطع طريق المتاجرة باسم الدين والجهاد من أمامها، بغض النظر عن المسميات أو الدوافع التي تنطلق منها، منكرا سفك الدماء وتدمير المجتمع وتشويه الإسلام وتعويق التنمية والفساد في الأرض والعدوان على الأرواح والعبث بالضروريات الشرعية والإنسانية·