كشف محمد بن رضوان، رئيس المجلس العلمي بمؤسسة الأمير عبد القادر، عن ''حالة مسجد باريس المزرية'' وهي الحالة التي وصفها له بعض الجزائريين المغتربين هناك ب''المتدهورة'' و''لا تليق بقداسته وخصوصيته الإسلامية''.دق بن رضوان الذي نزل أمس ضيفا على ''منتدى المجاهد'' للحديث عن التنسيق الذي كان يجمع الأمير عبد القادر بأحمد باي إبان المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي. ناقوس الخطر أثناء حديثه عن مسجد باريس الذي تعود نشأته إلى سنوات الحرب العالمية الأولى، حيث قال بشأنه إنه أول مسجد رسمي بباريس يحظى بدعم الدولة الجزائرية التي تخصص له ميزانية سنوية قدرها 700ألف أورو، وتوجه المتحدث هنا بأصابع الاتهام إلى ''أطراف'' من داخل وخارج الجزائر، لم يسمها، ساهمت في ضياع هذه الرقعة المقدسة، على حد تعبيره قبل أن يضيف بأن ''جهل البعض بقداسة وتاريخ هذا المسجد جعلته يساهم في تضييعه بدل الحفاظ عليه''. من جهته أكد رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر محمد بوطالب، على ضرورة إعادة قراءة التاريخ الذي أصبحت تشوبه مؤخرا تشكيكات من عدة دول أجنبية تحاول طمس معالم التاريخ الجزائري الذي يحتاج إلى تمعن وتمحيص من شأنه أن يوضح صورة الكفاح الحقيقي لشعب برمته بفضل القيادة الرشيدة لكل من الأمير عبد القادر وأحمد باي، كما جاء على لسانه. وفي ذات السياق، استرسل صالح بن قطبي، عضو المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر، في شرح تفاصيل التاريخ الذي أسماه ''صفحة الماضي التي تفتح آفاق المستقبل لجيل يجهل قراءة التاريخ'' وهو الأمر الذي عبر عنه المتحدث ب''مقاطعة الأجيال الجديدة لتضحيات أمجاد الماضي'' على حد وصفه. وهنا يقول بن قطبي إن الغاية الأساسية التي قامت من أجلها مؤسسة الأمير هي ''دفع الأجيال إلى قراءة وفهم التاريخ الجزائري بشكل أفضل''. على صعيد آخر، عاد بن قطبي إلى الحديث عن أهم قطبين في تاريخ المقاومات الشعبية حيث ''اختزلت شجاعة شعب بكامله في اسمين من نار هما الأمير عبد القادر في الغرب وأحمد باي في الشرق''، وقد ساهما في مقاومة المحتل دون اتفاق مباشر بينهما وما كان يجمعهما هو ''العمل على إرساء وحدة الضمير الوطني بناء على روح الانتماء إلى رقعة واحدة فرضت جهادهما الذي لم يختلفا في رسم أبعاده التاريخية والوطنية''، حسب المتحدث الذي عرض نموذجا من المراسلات التي كانت جارية بين الأمير وأحمد باي.