أطلع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادى الجبالى، أمس الثلاثاء، سفير الجزائربتونس عبد القادر حجار على آخر تطورات الأوضاع السياسية فى تونس. وقال حجار، عقب المقابلة إن حمادى الجبالى أطلعه على مستجدات الأوضاع السائدة فى تونس، كما أطلعه على المبادرة التى أعلن عنها والمتعلقة بتشكيل حكومة تكنوقراط. ويظهر تحرك حجار أن الجزائر تريد الاطلاع على تطورات الوضع التونسي وهي تراقب عن كثب ما يحدث هناك، غداة اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد، ودخول البلاد في أزمة سياسية خطيرة، بعد فشل المشاورات بين مختلف الأطراف السياسية للتوصل إلى توافق بخصوص التعديل الوزارى، مما دفع برئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالى إلى إعلان قراره بتشكيل حكومة تكنوقراط لا تنتمى إلى أي حزب سياسى، من أجل تسيير شؤون الدولة فى انتظار إجراء الانتخابات، وهو ما تعارضه حركة النهضة التي تطالب بحكومة وحدة وطنية. كما ترتفع أصوات المعارضة التونسية المطالبة بإعادة النظر في العملية السياسية الحالية برمتها وإجراء انتخابات في أقرب وقت بعد وصول البلاد إلى طريق مسدود. ورغم أن الجزائر لا تتدخل في الأوضاع الداخلية لتونس ولا في التفاصيل السياسية المحلية، خاصة أنها تتمتع بعلاقة طيبة مع كل الإطراف، سواء حركة النهضة الحاكمة وحلفائها، أو المعارضة بقيادة الجبهة الشعبية وحركة "نداء تونس"، إلا أنها حريصة على أمن واستقرار "البلد الجار"، لأن أي تدهور في تونس سينعكس بالضرورة على أمن الجزائر، وهو ما ظهر جليا في اعتداء تيڤنتورين، حيث شارك العديد من التونسيين في الهجوم الإرهابي. كما تعيش الحدود التونسيةالجزائرية نوعا من الانفلات الأمني، بسبب الاضطرابات السياسية التي تعرفها تونس منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي قبل سنتين. وتحظى تونس بأهمية خاصة عند صانع القرار الجزائري لعدة اعتبارات سياسية واقتصادية واجتماعية، وكذلك بحكم التاريخ والجغرافيا، حيث تتمنى الجزائر أن تحافظ تونس على وحدتها واستقرارها وأن لا تنظم إلى الدول الفاشلة أو غير المستقرة أمنيا وسياسيا في المنطقة، خاصة مع عودة التحدي الأمني إلى الواجهة في ظل ما تشهده مالي. يذكر أن الجزائر أدانت بقوة اغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بلعيد.