يتواجد الحارس الدولي الجزائري وهاب مبولحي في أسوأ أحواله وهو بصدد عيش أسوأ موسم له على الإطلاق، فبعدما كان يعانى الحارس في البداية من التهميش مع ناديه السابق كريليا سوفيتوف الروسي الذي أبقاه نصف موسم مع البدلاء، ثم خيبة أمله مع “الخضر” وتلقيه 5 أهداف كاملة في “الكان” جعلت المنتخب يقصى من الدور الأول، وصولا إلى فريق غازيلاك أجاكسيو الفرنسي من الدرجة الثانية الذي منحه فرصة اللعب كأساسي، لكن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ بالنسبة لهذا الحارس. إذ فقد مبولحي الكثير من إمكانياته بفعل ابتعاده عن المنافسة، حيث إن رحيله من بلغاريا وعدم بقائه مع سيسكا صوفيا، جعله يخسر الكثير بسبب موقف ناديه كريليا، بدليل أن مبولحي تلقى الجمعة الفارط ثلاثة أهداف جديدة حين استقبل فريقه لنادي نيم، حيث خسر فريق مبولحي بثلاثة أهداف مقابل هدفين أمام نادي نيم، ما زاد من متاعب الفريق. وقد رحل عن نادي غازيلاك أجاكسيو، المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي الذي سبق له تدريب “الخضر” في 2006 و 2007، بسبب الخسارة الجديدة، حيث قرر المدرب رمي المنشفة بعد الخسارة مباشرة التي تجعل الفريق قريبا من درجة الهواة. رحيل كافالي عن غزيلاك أجاكسيو سيعقد أكثر من وضعية الحارس وهاب مبولحي وقد يجد نفسه في كرسي البدلاء، على اعتبار أن كافالي هو الذي جلبه وراهن عليه. وبرحيل كافالي، فإن قدوم أي مدرب جديد لا يضمن للحارس الجزائري الاحتفاظ بمكانته الأساسية. وفي حال فقدان مبولحي لمكانته، فإن وضعيته في فريقه ومع “الخضر” ستتعقد أكثر، فقد ظهر واضحا أن مبولحي لم يعد يستحق حتى أن يكون ضمن ثلاثي حراس المنتخب، بدليل عدم قدرته على أداء مباريات في المستوى مع فريقه الجديد، وفقدانه لمكانته أيضا ستقضي عليه إلى غاية نهاية الموسم. تلقى 12 هدفا في سبع مباريات والملفت للانتباه أن الحارس رايس مبولحي الذي لم يتمكن المدرب الوطني من الوقوف على حقيقة قدراته كونه كان دون فريق، أصبح يتلقى أهدافا كثيرة، وهو معيار يؤكد أن وحيد حاليلوزيتش يكون قد ارتكب خطأ جسيما حين وضع ثقته في حارس لا يلعب، لأن التدريبات وحدها ليست معيارا ولا يمكن الاستناد إلى التربصات لقياس درجة استعداد اللاّعبين. وما يعزز هذا الطرح، هو تلقي الحارس الجزائري مع فريقه الجديد لسبعة أهداف كاملة خلال ثلاث مباريات فقط، فقد تلقى مبولحي هدفين في أول مباراة له حين عاد من جنوب إفريقيا ثم تلقى هدفين آخرين أمام تروا، قبل أن يتلقى أول أمس ثلاثة أهداف كاملة أمام نادي نيم بأرضه، بمجموع سبعة أهداف، أي بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة. وخلال المباريات الثلاث من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا، تلقى مبولحي سبعة أهداف كاملة، هدف أمام تونس وهدفين أمام الطوغو وهدفين أمام كوت ديفوار، أي أن مبولحي تلقى 12 هدفا في ست لقاءات، وهذا رقم مخيف جدا بالنسبة لحارس دولي يعتبر أحد ركائز المنتخب الجزائري. عودة الحارس شاوشي الحل الأمثل وأمام هذا الوضع، فإن مسؤولية المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش كبيرة جدا في اختيار حارس المرمى، لأن إبعاد مدرب الحراس عبد النور كاوة من المنتخب، ماهو إلا ذر للرماد في عيون المشجعين والاختصاصيين، لأن الجميع يعلم أن كل القرارات كان يتخذها حاليلوزيتش حتى بشأن هوية الحارس الأساسي للمنتخب. وبما أن مباراة منتخب الينين يوم 22 مارس المقبل برسم الجولة الثالثة من تصفيات المونديال مهمة جدا، فإن المدرب حاليلوزيتش مطالب اليوم بوضع ثقته في لاعبين يملكون قدرات عالية ويلعبون بانتظام ويقدمون أداء راقيا بعيدا عن أية حساسيات أو حسابات مسبقة، حيث أصبح ضروريا توجيه الدعوة من جديد للحارس فوزي شاوشي الذي يعتبر أفضل الحراس الجزائريين دون منازع، وأصبح أيضا ضروريا منح الثقة لبقية الحراس على غرار زماموش ودوخة وسيدريك، طالما أن مبولحي أخذ عدة فرص، وتم التأكد من أنه بعيد كل البعد على ضمان مكانة حتى كبديل مع المنتخب الوطني.