أن يسرق الخليفة.. فهذا ليس خبرا.. شخص مغمور لا يعرفه أحد.. جاؤوا به من العدم.. وغمروه في بحر المليارات.. قبل أن يستخرجوه ويجففوه على الساخن.. ويقولوا له.. بإمكانك أن تذهب الآن.. وقبل أن تغادر وقّع وثيقة وفاتك.. ومت مطمئنا.. فلا أحد سيطلبك.. ولا أحد يجرؤ على طلبك!! أما أن يسرق وزير حميمي.. اسمه شكيب خليل إذا ثبت الخبر طبعا .. جاؤوا به من أمريكا.. ووضعوا في يده صندوق النفط.. فهذه من أمهات الكبائر.. صعقة بقوة مليار فولت.. أشعلت النار في ثوب الحكومة.. فالرجل كان وزيرا من المقربين.. ولم يكن بائع حلوى على قارعة الطريق. *** الفضيحة بدأت إيطالية.. أبطالها إيطاليون اعتادوا هذا اللون من الجرائم.. والظاهر أن قضاءهم صارم مع اللصوص الحكوميين.. بقدر صرامته مع المافيا وبرلسكوني العجيب.. غير أن هذه الفضيحة ستنتهي جزائرية لا محالة.. فهي الآن في طور الإعلام.. أي مجرد خبر غير رسمي.. لكنها ستنتقل غدا إلى طور القضية.. وعند هذا الحد.. سنختبر مدى جدية القضاء الجزائري واستقلاليته.. ومدى حرصه على جلب الفاسدين إلى أقفاص المحاكم. *** نحن نعلم أن اللصوص الكبار لا يتحركون بمفردهم.. فوراء كل لص ضخم.. (مناجر) بارع.. يدير أعماله.. ويرتب لقاءاته ومفاوضاته.. ويفتح له باب السيارة.. ويحمل مظلته.. لذا يبدو صعبا ضبطهم متلبسين بأي فعل مخل بالحياء الوطني.. فهم شطار للغاية.. ويتمتعون بنوع من الحاسة السادسة.. ويملكون حصانة فعالة جدا. فهل نشهد طفرة قضائية غير مسبوقة.. حين يجلب الوزير.. ويحاكم بصرامة.. ويرمى في السجن؟ أم يكتب: عفا الله عما سلف؟