يبدو أن الفضائح مثل الهزائم.. لا تقلق ''النظام العربي''.. ولا تهزه.. ولا تزيد معدل الضغط لديه.. ولا تثير لديه أية حفيظة من أجل الشرف. إن نظاما اعتاد الاستحمام في الأوحال.. والتمرغ في الأتربة.. كطقس سياسي يمارسه يوميا.. ويتناوله كفطور الصباح.. لن يحرجه شيء.. باستثناء إحساسه بأي اهتزاز يسري في الكرسي الذي يجلس عليه. كل العادات السيئة.. والأخلاق الذميمة.. تطيل عمر هذه الأنظمة.. وتقوي أعصابها.. وتزيد قدرتها على تشرب الفضائح.. دون خوف من الاختناق. لم يمت أي نظام عربي بسبب انهيار عصبي. أصابه عقب هزيمة ماحقة أوفضيحة مدوية.. ولم ينتحر أي حاكم عربي ندما كما يفعل اليابانيون.. ولم يدخل مصحة للأمراض النفسية تأثرا.. كما هي حال الغربيين. ٌ.. سقطت مصر في ست ساعات.. فحمل عبد الناصر على الأكتاف كحال الفاتحين العظام.. وحين مات بعد عامين.. لم يكن ذلك بسبب الهزيمة.. بل بسبب ارتفاع نسبة '' السكر '' في دمه. وهزم العراق أكثر من مرة.. فاستراح صدام حسين على ظهر الشعب العراقي عقدا من الزمن.. قبل أن تستخرجه أمريكا من تحت الأرض. لا أحد من هؤلاء خجل.. أوتوارى عن الأنظار.. ولم يبد أي رد فعل إزاء اتهامه إما بقلة الأدب مع الوطن.. أوبسبب سوء العشرة مع الشعب.. أوبداعي قلة الحياء مع العالم. أصبحت العمالة.. بمثابة البذلة المفصلة على مقاس الحاكم العربي.. يرتديها في حضرة السيد الأمريكي.. ويطرزها بعروض الخدمات القذرة. ٌ.. في ''كانتونات'' الضفة الغربية.. يطبخ عباس وصفات ''السلام'' على مرجل الفضائح..ويحقنها بالتوابل الإسرائيلية المعلبة في واشنطن.. فيزداد جرأة على شتم المقاومة.. وتعييرها بالعبثية والانقلاب على الشرعية.ا.ا كل ما ارتكبه عباس.. كان من جنس الفضائح السياسية.. وليس الأخطاء السياسية.. مارس الوظيفة الإسرائيلية بسعادة غامرة.. ونفذها بحرص شديد. ٌ.. في كتاب للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد .. تحدث عن أول مشروع استثماري بادرت به سلطة أوسلو.. كان عبارة عن ''كازينو''. لاحقا.. أنتج نظام '' الكازينو'' سرقات بملايين الدولارات.. اغتيالات طالت الشرفاء.. مؤامرات على المقاومة.. خلاعة سياسية.. افتراءات ومضاربات.. صفقات على حساب ملايين المبعدين والمعذبين.. حتى إن مسؤولا كبيرا في سلطة عباس.. كان يشتري الاسمنت من مصر.. ليبني به الإسرائيليون الجدران. الخيانة في قاموس نظام ''الكازينو'' ممارسة عادية.. هي إنقاذ إسرائيل من الإدانة بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة.. بطلبها تأجيل التصويت على تقرير غولدستون.. كما قال مقرر الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة '' ريتشارد فولك.. الذي أعرب عن استغرابه كيف تخون السلطة شعبها. ٌ.. أحدث فضيحة في مسلسل الخلاعة السياسية.. كانت تعرية مدير مكتب عباس بالصوت والصورة.. في قناة تلفزيونية إسرائيلية.. عرضته في وضعية مخلة بالحياء. وكما هي عادة الفاسدين.. ظهر الحسيني في التلفزيون الرسمي في رام الله ليقول '' إنه تعرض لكمين من قبل عصابة أقدمت على دبلجة شريط للإيقاع به ، بهدف ابتزازه سياسيا وماليا ''.. و''تعهد بمواصلة عمله في محاربة الفساد ومقارعة الاحتلال''. لا أدري إن كان هذا الحسيني في مهمة جهادية تعرض خلالها لكمين.. أم إنه كان بصدد اصطياد الساقطات في مكتب مفروش. ولا أدري كيف سيحارب الفساد والاحتلال.. وهويتدفأ في حضنهما. ٌ. مسكينة هي فلسطين.. كم عذبوها.. وأهانوها.. وانتهكوا شرفها.. وكم عبروا إلى شهواتهم بتخريب تاريخها ووجودها. العباسيون الجدد.. نسبة إلى عباس.. أنجبتهم أوسلو ليعبروا على جسد فلسطين إلى سلطة الفضائح .. قبل أن يتحولوا إلى جسور تعبر عليها إسرائيل لتصفية آخر فلسطيني يرمي حجرا في وجه أي إسرائيلي. عندما أستمع إلى عباس وهو يتكتك بالكلمات على حد تعبيره .. أومن أن زمن الخوارق في بلاد العرب لم ينقض بعد.. فإنجاب عباس معجزة.. والصبر عليه فلسطينيا معجزة مضاعفة.. واعتقاد بعض المغفلين بإمكان تصديقه معجزة المعجزات. يا ناس.. عباس هذا ظل إسرائيلي.. فإذا كان الصهيوني يقف منتصبا.. فإن عباس يلتصق بالأرض.. الفارق بين عباس والظل أن هذا الأخير يتقلص حتى يتلاشى كلما حاصره ضوء الشمس.. أما عباس فيتشبث بحذاء واشنطن كلما حاصرته الفضائح.. أولسعته إسرائيل. كل العباسيين الجدد.. عمدتهم إسرائيل في '' كازينو'' العمالة والفضائح.. وألقمتهم فطير صهيون في أعياد المفاوضات.. وعلمتهم كيف يسجدون في محراب الدولار.. قبل أن ترشهم بدماء الذبائح البشرية في غزة والضفة. العباسيون الجدد.. نقيض كل ما هوفلسطيني.. هم طفح جلدي يشوه جسد القضية.. بكتيريا ضارة نمت في حقبة الردة والاستضعاف والعمالة. ٌ الثابت.. أن الفضائح تجر أصحابها إلى مزابل الحاضر.. ليستقروا بين القمامة والكلاب الضالة.. التاريخ قاس جدا.. ومنصف إلى أبعد حد.. ويقينا أنه لن يتوفر مكان في هذا التاريخ لتسجيل أي اسم من أسماء العباسيين فلسطين لن تسلم مفاتيحها للصوص.. ولا للمولودين في أحضان القابلة الصهيونية.. ولا للعباسيين الجدد.. ولا لأحفاد أحفادهم.