حسناء شعير تقرر أخيرا إطلاق الطبعة العاشرة من المعرض الوطني للكتاب في شكل جديد يتمثل في نقله من العاصمة إلى وهران، حيث تتحضر المدينة لاستضافة التظاهرة التي تنظمها النقابة الوطنية لناشري الكتاب “سنال” والشركة الوطنية للتصدير والمعارض “سافكس”ّ، بين الفاتح والعاشر أفريل تحت شعار “الباهية تقرأ كتابها”. وقالت النقابة في بيان تلقت “البلاد” نسخة منه، إن “المعرض الذي ينظم بالتعاون مع الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير وتحت إشراف والي الولاية، سيكون محطة هامة، فيما يعد هذا التعاون ضرورة هامة تضمن استمرار وتحقيق أهداف المعرض وذلك خدمة للنوعية وتفعيلا للثقافة الجزائرية، إلى جانب ترقية الكتاب والمقروئية بصفة خاصة”. وكانت “البلاد” كشفت في أعداد سابقة عن نية النقابة لإطلاق معرض وطني في بوهران في انتظار معرض آخر في شرق البلاد، حيث يندرج هذا التوجه في إطار محاولة بحث عن آفاق جديدة للعرض، خصوصا أن علاقة النقابة مع وزارة الثقافة التي تشرف على المعرض الدولي، ليست بالجيدة، وتتسم ب”العداء” في كثير من الأحيان. في السياق ذاته، أوضح رئيس النقابة أحمد ماضي، وفق البيان السابق، أن اختيار مدينة وهران لاحتضان الحدث يأتي تطبيقا لاستراتيجية النقابة في المساهمة في توسيع نسبة المقروئية، إلى جانب توفير الكتاب للقارئ الجزائري، زيادة على أن عاصمة الغرب حرمت من معرض الكتاب لأكثر من 13 سنة. وأعلن المتحدث أن المعرض “ستكون له محطة أخرى في باقي مناطق القطر الجزائري بهدف خدمة القارئ والتخفيف من أزمة التوزيع الذي يعيق وصول الكتاب إلى مختلف الولايات”، مضيفا أن “معرض الكتاب سيكون فضاء للحوار والنقاش من خلال البرنامج الثقافي التفاعلي الذي سيرافق التظاهرة بهدف جعل هذه المناسبة الأدبية والفكرية فرصة جديدة للنخب الجزائرية لتناول عقلاني للقضايا الكبرى التي تشغل الساحة الثقافية الجزائرية”. وقال ماضي إن النقابة الوطنية لناشري الكتب، وانطلاقا من النتائج المرضية التي تحققت في الطبعات السابقة، تراهن على صناعة فعل ثقافي نوعي، يخرج الكتاب من مشهد العرض، ويجعله وسيلة حضارية لفتح الحوار والنقاش، بين الجمهور والكتاب الناشرين، وباقي الفاعلين في صناعة الكتاب”. من ناحية أخرى، شهدت الطبعة الماضية للمعرض الوطني للكتاب التي احتضنتها العاصمة، مشاركة ما يقارب 100 دار نشر بما لا يقل عن 3000 عنوان جديد. وخصصت التظاهرة للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، وكذلك الوقوف عند أهم إنجازات حركة نشر الكتاب في الجزائر منذ سنة 1962. كما خصصت فضاءات من أجنحة العرض لأبرز الكتب المتعلقة بثورة التحرير، بالإضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية من ندوات ومحاضرات تاريخية وأدبية وموائد مستديرة وحلقات للنقاش نشطها نخبة من الكتاب والجامعيين والباحثين.