اعترف الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن مشكل تشغيل الشباب حقيقي، مبرزا أن الحكومة عكفت على تسويته مع الأخذ بالحسبان خصوصيات مناطقنا سيما مناطق الجنوب، مؤكدا “أنا على قناعة بأننا سنتمكن من تحسين وضعية الجنوب لأن هناك الإرادة السياسية الراسخة لرئيس الجمهورية التي تسهر الحكومة على تنفيذها، كما أنه من الأهمية الاطلاع على واقع الميدان." وأكد سلال أن الحركة المطلبية للشباب البطال في بعض ولايات جنوب البلاد أدت إلى فتح الطريق أمام مختلف أنواع المزايدات، ومحاولة استغلال الوضع موجودة وستبقى دائما يقول “ويتعين على الفاعلين في الحياة السياسية ووسائل الإعلام تحليلها والتعليق عليها أو التنديد بها." وقال الوزير الأول “الحكومة بدورها لا تنوي تجنب هذه النوايا السيئة للتهرب من مسؤولياتها، بل بالعكس". وأضاف أن عزيمته وعزيمة أعضاء الجهاز التنفيذي كبيرة في تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية الذي جعل من تنمية ولايات الجنوب والهضاب العليا من الأولويات الوطنية، مشيرا إلى أن اختيار ورڤلة لأول زيارة ميدانية منذ تعيين الحكومة كان بمثابة إشارة قوية في هذا الاتجاه، مؤكدا حرصهم على تسوية مشكل تشغيل الشباب مع الأخذ بالحسبان خصوصيات مناطق الجنوب لأنه مشكل حقيقي. وأوضح عبد المالك سلال أن النشاطات غير القانونية “كالتهريب" والإرهاب لا تخص مناطق جنوب البلاد لوحدها والاعتقاد بذلك يعد أمرا خاطئا وخطيرا، وأن مكافحة كل أشكال الجريمة ومنها الإرهاب الذي يعد التعبير الأكثر بشاعة ينبغي أن تتم بدون هوادة وتتطلب مشاركة وتجند الجميع عبر الوطن بأكمله، فالجزائر يقول تعد أكبر بلد إفريقي وأن تحديد سياستها التنموية يجب بالضرورة أن تأخذ بالحسبان الجوانب الموضوعية الخاصة بكل منطقة، إذ إن المعطيات الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية متنوعة. وأشار المتحدث إلى أن التكفل بملف تنمية ولايات الجنوب ليس وليد اليوم إذ إنه زيادة على المخططات الخماسية الوطنية للإنعاش الاقتصادي تم استحداث برامج تكميلية لإنجاز التجهيزات العمومية والمنشآت، وقد تطلبت هذه العمليات يضيف أغلفة مالية كبيرة، كما ستسمح بامتصاص نسبة كبيرة من اليد العاملة المحلية، وقد خصص لهذا الغرض تسهيلات ضريبية وبنكية وتعريفية لدعم إنشاء المؤسسات وتعزيز النشاطات الفلاحية والخدماتية وهنا تكمن الثروة الحقيقية. أما فيما يخص تعليمة 11 مارس فقال الوزير الأول عبد المالك سلال إنها تعتبر أداة إضافية لمراقبة وضبط وتحسين الجهاز الحالي لتسيير التشغيل في ولايات الجنوب، فهي لن تعالج كل شيء لكنها ستسهم بشكل سريع في تحسين الوضعية لأن المشكل في بعض مناطق الجنوب لا يكمن دائما في التشغيل وإنما في الفوارق في الأجور، مضيفا “هناك كثير من الأشياء بصدد التجسيد والعديد من المشاريع تنجز على غرار مصنعي الإسمنت الجديدين بكل من بشار وعين صالح وكليات الطب ببشار وورڤلة والأغواط وذلك بهدف تسوية مشكل التأطير الطبي الذي لطالما كان مطروحا في ولايات الجنوب والهضاب العليا."