عدم السماح للأطفال بمغادرة المسجد قبل حضور أوليائهم استفز وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله المرشدات الدينيات بتصريحاته، حيث لم يعترف لهنّ بالحجاب الذي يرتدينه معلقا عليه بقوله “ما تسمينه أنتن حجابا لا أومن به، أنا أومن بالحجاب الذي ارتدته أمي"، ويعقب أيضا “اللباس يرجع إلى الذوق". كما حذر من النحل والملل المنحرفة التي تسب الصحابة وتسيء لزوجات الرسول، فيما اعترف من جهة أخرى بخطورة عمليات اختطاف الأطفال. وجاء تصريح غلام الله أثناء الكلمة التوجيهية له للمرشدات الدينيات، حيث طالبهن بالسماح للمحاميات والقاضيات بحضور الدروس من دون فرض الستر عليهن قائلا: “ولو كنّ سافرات.. سيتأقلمن مع الوضع". وقد فهم هذا التصريح من قبل الحضور كل على حسبه. وأضاف الوزير متوجها بكلامه للمرشدات “بلغني أن بعض أصحاب الأفكار المخالفة المستنبطة من مشايخ غير جزائريين يحالون إقناعكن بأفكار مستوردة"، وشدد غلام الله على ضرورة التمسك بالمذهب المالكي “ينبغي ألا نتخلى عن الخيار المذهبي لأجدادنا"، موضحا أن هناك من يسعى لجر الجزائري نحو الذهاب إلى خيارات “لسنا متأكدين من صلاحيتها لأوضاعنا"، وحذر بقوله “بعض المرشدات مستهدفات من بعض هذه التيارات" معتبرا أن المذهب الذي تتبناه الجزائر هو “أفكارنا وانتماؤنا سلفي.. ولكل أمة سلف". كما حذر الوزير المرشدات من النحل والملل المنحرفة التي تسعى للتموقع، وتعتمد على سب الصحابة والإساءة لزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، خاصة الشيعة والأحمدية التي وصفها ب«المنحرفة". وأكد غلام الله أن هدف هذه الفرق إحداث ارتجاج في المجتمع الذي يشهد “مرحلة هجوم النحل المنحرفة" عليه. وفي هذا السياق حذر الأمين العام السابق للوزارة، عبد الوهاب حمودة، من خطورة ما يحاك ضد الوحدة الدينية للجزائر مؤكدا “عدونا ليس نائما، له وسائل قد لا تخطر على بالنا، ولن يهدأ له بال حتى ينال من هذه الوحدة". وأوضح “كلنا سلفيون بالمعنى الصحيح" وأن ما تريده الوزارة هو “الاتباع المستنير الذي لا يخالف تطور المجتمع ومتطلباته". ومن جهة أخرى، اعترف وزير الشؤون الدينية بوجود بعض الاختلالات في تدريس الأطفال في المساجد، حيث أوضح أن مصالحه سجلت أن بعض معلمات القرآن يلقنّ الأطفال أغاني تشيد بالخنزير “الخنزير الصغير بالفرنسية"، وأكد بهذا الخصوص أنه طلب من مدير التوجيه بالوزارة إعداد برنامج موحد يوزع على مدارس الحضانة في المساجد لتلافي حدوث مثل هذه الأمور مستقبلا. وفيما يتعلق بقضية اختطاف الأطفال، اعترف الوزير بأن القضية طالت المساجد، حيث تلقت مصالحه تقريرا من إحدى الولايات عن محاولة اختطاف طفلين “لولا تفطن المرشدة الدينية"، مؤكدا توجيهه تعليمة إلى مديري قطاعه تلزم المرشدات ومدرسي القرآن بعدم السماح للأطفال بمغادرة المسجد قبل حضور أوليائهم. كما تقرر إعداد خطبة كل شهر للتحسيس بهذه الظاهرة.