أثارت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، التي تتولى متابعة ملف ضحايا التجارب النووية الفرنسية، الغموض الذي يكتنف المشروع الفرنسي لتعويض ضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا إبان الحقبة الاستعمارية بمنطقة رفان. وأشارت إلى أن المشروع لم يبين ما إذا كان سيمس السكان المحليين المتضررين من الإشعاعات النووية، أو يركز فقط على أولئك الذين كانوا في عين المكان أثناء التفجيرات. واستنكرت المحامية فاطمة بن براهم إقصاء الجزائر من اللجنة التي توّلت تحديد المبالغ المالية والمناطق والفترات الزمنية التي شهدت التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية وبالأخص في منطقتي أدرار وتمنراست الواقعة أقصى الجنوب. وتساءلت المحامية بن براهم في تصريح ل''البلاد''، بعد مصادقة الجمعية الفرنسية يوم الأربعاء على قانون التعويض، عن أسباب إبعاد الجزائر عن اللجنة التي اشتغلت على مسائل التعويض، في حين أن بلادها هي المتضرر الأول من التجارب النووية التي استعمل فيها العسكريون الفرنسيون مادة ''البلوتونيوم'' السامة والتي تشير تقارير الخبراء الجزائريين إلى أن سمه يبقى في الأرض لأزيد من 25ألف سنة. كما كشفت بن براهم أن أربع جمعيات فرنسية وهي ''لافال''، ''قدماء المحاربين مناهضي التجارب النووية''، ''موروريا إيتاتو'' البولينيزية و''العدالة والحقيقة'' رفضت عمل لجنة التعويض التي شكلتها وزارة الدفاع الفرنسية واقتصرت على خبراء وأطباء عسكريين فقط. وقالت المحامية إن هذه الجمعيات تعتزم الاحتجاج أمام مقر وزارة الدفاع الفرنسية للتنديد بما أسمته ''الإقصاء'' و''الإجحاف'' اللذين مارستهما لجنة التعويض في حق متضرري التفجيرات النووية من الجزائريين، مستندة إلى المادة 9 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تنص على أن ''كل شخص متضرر له الحق في التعويض''. وذكرت بن براهم أن الجمعيات الأربع تطالب بأن توكل مهمة التعويض إلى لجنة مختلطة فرنسية جزائرية تضم خبراء عسكريين ومدنيين. وتطالب الجزائر بأن تشمل التعويضات الفرنسية كلّ ضحايا التجارب النووية الفرنسية التي أجريت فوق وتحت الأرض الجزائرية بين 1958و1967 المتضررين مباشرة أو بطريقة غير مباشرة من التفجيرات، فضلا عن أولئك الذين برزت آثار الإشعاعات على أجسادهم سنوات من بعد الاستقلال. ناهيك عن الخسائر الزراعية والاقتصادية التي أصابت الأهالي. وأجرت فرنسا الاستعمارية ما يزيد على 13تفجيرا نوويا داخل الأنفاق بناحية ''عين إيكر'' بمنطقة تمنراست العام 1958، فضلا عن أربع تجارب وهي ''اليربوع الأزرق'' و''اليربوع الأبيض'' و''اليربوع الأحمر'' و''اليربوع الأخضر'' التي أجريت على سطح الأرض بمنطقة رفان بولاية أدرار.