رجال المغاوير أو القوات الخاصة أو فرق التدخل والاقتحام أو المظلي المغوار، هم من خيرة أبناء الجزائر وهبوا أرواحهم في سبيل هذا الوطن، حاملين أكفانهم على أيديهم للذود عن شرف هذا الوطن والموت في سبيل أن تبقى الجزائر شامخة كريمة… اقتربنا منهم وتحدثنا إليهم، والتمسنا منهم وفيهم ما يحمله شعار القوات الخاصة الشهير “لن تلبس الجزائر ثوب الحداد مادامت القوات الخاصة في البلاد". فهمهم الوحيد وشغلهم الشاغل محصور في حماية تراب هذا الوطن والدفاع عن حدوده وسيادته وألا ينحني ولا ينكسر. هم أفراد القوات الخاصة “جنود المغاوير" زرناهم في مركز تدريب المغاوير ببوغار بقصر البخاري بدعوة من قيادة القوات البرية، حيث استقبلنا رئيس المركز المقدم حاجي كمال بمعية رئيس خلية الاتصال بالقوات البرية العقيد بوزكريا فضيل والمقدم سليم قرعيش رئيس خلية الاتصال بالناحية الأولى لإطلاعنا على المحيط المعيشي ويوميات أبناء الجزائر “جنود المغاوير" الذين ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة وأخذوا سمعة عالمية لما قام به زملاؤهم في عملية تيقنتورين بعين أمناس من سرعة في الأداء واحترافية فائقة دوخت الجميع، وأثبتت مدى قوة وصلابة أفراد الجيش الذين يعتبر المغاوير جزءا لا يتجزأ منهم، خاصة أن المغاوير دربوا على العمليات الصعبة والمركبة واقتحام المواقع الخطيرة دون تردد ولا مهابة. يعتبر مركز بوغار الذي كان ثكنة عسكرية قبل أن يحول الى مركز تدريب تابع للقوات الخاصة عام 1993 من أشهر مراكز التدريب صرامة وانضباطا. وقد سبق للزعيم الراحل هواري بومدين أن قال فيه “من لم يتدرب ببوغار فليس بجندي ولا يعتبر قد أدى الخدمة الوطنية" في إشارة منه إلى مدى الحزم والانضباط المعروف بهذا المركز ولنوعية الجندي خريج هذه المدرسة التي لها امتداد تاريخي إلى ما قبل عام 1839 حيث اتخذه الأمير عبد القادر في حينها حصنا منيعا لمراقبة تحركات القبائل الصحراوية، ليحوله فيما بعد المستعمر إلى معسكر لجيش الاحتلال، لما يزخر به هذا المركز من موقع جغرافي هائل ولوجوده على بوابة الصحراء. قادتنا هذه الزيارة رفقة العقيد بوزكريا فضيل والمقدم سليم وكمال الى ساحة العلم حيث كان بانتظارنا عرض لأنواع الأسلحة المستعملة لدى قوات المغاوير منها أسلحة خفيفة وثقيلة وأسلحة آلية ونصف آلية. ومع دخول التكنولوجيا عالم الجيش والتدريب فقد أدرجت قوات المغاوير طرقا إلكترونية في عمليات الرمي حيث خصص مركز إلكتروني للرمي إذ يحدد جهاز إعلام آلي نسبة امتياز الرمي ومدى جاهزية الجندي. أسود في ساحات الوغى.. فالويل للمعتدي! ما يميز القوات الخاصة عن غيرها من قوات الجيش هو القوة البدنية والسرعة في التدخل والحزم في الفعل وكذا رد الفعل العسكري مع سرعة الاختفاء والتمويه. قامت كتيبة من جنود المغاوير بإجراء استعراض عسكري وقتالي بينت من خلاله مدى احترافية الجيش الوطني الشعبي وقوة أفراده حيث لم يتعد عمر أفراد هذه الكتيبة داخل المركز الشهر الثاني إلا أنهم بينوا جاهزيتهم العالية وقدرتهم على العمل العسكري وأداء واجبهم دون هوادة قبل انتهاء مدة التدريب المقدرة بستة أشهر. مناورات بالذخيرة الحية والقذائف واحترافية عالية وتتمة لاستعراض عضلات الأسد وإظهارالجزء المسموح به والضئيل من قدرات جيشنا الباسل تم إجراء عرض ميداني ومناورات حربية بالذخيرة الحية حيث أثبت أفراد المغاوير احترافية فائقة أبهرت كل الحضور في الرمي بالمسدس والرشاش وكذا الأسلحة الثقيلة حيث تمت إصابة كافة الأهداف دون خطأ، وقد باشرت فرقة أخرى تابعة للقوات الخاصة عرض كيفية نصب الكمائن و رد الفعل في حال وقوعهم في كمين وإجلاء المصابين في حال تم تسجيل إصابات بينهم في ساحة الوغى. ويعتبر مركز التدريب ببوغار الوحيد من نوعه في الوطن الذي يعنى بتدريب المغاوير التابعين للقوات الخاصة، كما يستقبل أفرادا من الحرس الجمهوري والشرطة القضائية والعسكرية والدفاع الجوي عن الإقليم للتدريب في مكافحة الإرهاب والتدخل السريع. أشار رئيس خلية الاتصال بالقوات البرية، العقيد بوزكريا فضيل، إلى أن “الجيش الوطني الشعبي بما فيه قوات المغاوير لهم تعليمات سابقة في ضرورة التوازن الجهوي أثناء انتقاء جنود جدد، مع إعطاء تسهيلات لأبناء الجنوب في توفير طائرات عسكرية تقل المترشحين وتضمن لهم العودة في حال تم رفض قبولهم. كما أن كل ولاية لها حصة محددة لا تزيد ولا تقل عن غيرها". كما سجلنا وجود مكتبة تعنى بتثقيف أفراد القوات الخاصة في شتى المجالات إسلامية كانت أو حربية أو في مجال الطب والإعلام الالي، مع وجود ناد للترفيه والتسلية لأفراد القوات الخاصة في حال الفراغ من العمل.