مودرن سبور، الحياة، نايل سبور، الأهلي، اوربيت وغيرها قنوات رياضية مصرية، فرضت نفسها على الجزائريين في الآونة الأخيرة ونافست القنوات الرياضية الأخرى مثل الجزيرة سبور وإي ارتي، واضعة أمامها خيارات كثيرة لمتابعة حصص ونقاشات وتعاليق كروية مثيرة رغم تضمن الكثير منها إساءات للجزائر، مترجمة سيطرة مصرية على الإعلام الثقيل في مواجهة إعلام رياضي جزائري تهيمن عليه الصحف المكتوبة في غياب أدنى قناة رياضية إذاعية أو تلفزيونية جزائرية عمومية أو خاصة. المعركة الإعلامية إذا غير متكافئة تماما بين الجانبين وتتحمل السلطات العمومية كامل المسؤولة في هذا التأخر الرهيب في مجال القنوات الفضائية عبر تأجيل فتح مجال السمعي البصري أمام الخواص، أسوة بفتح المجال أمام الصحف المكتوبة، رغم الآمال التي أطلقها الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى قبل سنتين في احتفالية رمضانية بفندق السفير بالعاصمة وأعلن دعم حزبه لتحرير مضبوط لمجال السمعي البصري في بلادنا. لكن خطاب الأرندي لم يترجم في إجراءات ملموسة ميدانيا، رغم تولي أويحيى لاحقا قيادة الحكومة خلفا لعبد العزيز بلخادم ولم يشر في عرضه لمخطط الحكومة لسنة 2009 واكتفى في المخطط بالحديث عن خطط تطوير القنوات التلفزيونية الموضوعاتية ''تيماتيك'' فقط في إشارة إلى مشاريع إطلاق خمس قنوات منها واحدة رياضية وأخرى تحمل اسم قناة المعرفة. ولا يساعد عدم فتح مجال السمعي البصري في مواجهة الحملات الإعلامية على الجزائر فقط، بل يضع الرأي العام الوطني تحت تأثير هذه القنوات التي استطاعت توجيه النقاش في مرات كثيرة عن طابعه الرياضي وإعطائه أبعادا أخرى مست في بعض جوانبها رموز الدولة وصورة الفرد الجزائري، ولا يتوقف هذا التأثير والتوجيه وحده عند القنوات الرياضية، بل طال كذلك القنوات الإخبارية والدينية على وجه الخصوص وكذا القنوات الموجهة لشريحة الأطفال. حتى الحصص الرياضية التلفزيونية التي يجري بثها على القنوات العامة الموجودة في السوق صورة طبق الأصل لا تختلف كثيرا في المضمون عن تلك المنتشرة عبر الفضائيات، رغم توفر طاقات بشرية مبدعة لازالت تقاوم إغراءات القنوات الفضائية المتخصصة. المصريون لم يتفقوا على الجزائريين فقط في عدد القنوات الرياضية وغيرها من القنوات، بل أيضا في مجال الفضاء فقمر نايل سات مصري يوفر خدمات البث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبعض مناطق آسيا، أوروبا وإفريقيا. كما أن المصريين تفوقوا بحضورهم أيضا في القنوات الرياضية العربية الرياضة الأخرى، برغم وجود نخبة من المعلقين الجزائريين، والفضل في وفرة هذا العدد من المعلقين المصريين يعود أساسا إلى وجود فرص كثيرة في القنوات التلفزيونية المحلية التي أنتجت إعلاميين كثر أعادت تصديرهم إلى قنوات أخرى. عزاء الجزائريين الوحيد كان اليوتيوب وغيره من المواقع الالكترونية ومنابر النقاش على شبكة الانترنت.