لم يكد المؤتمرون في العاصمة القطرية الدوحة يفرغون من اجتماعهم الذي كان تحت عنوان "أصدقاء سوريا" حتى التأمت اجتماعات واتصالات "هاتفية" مكثفة عبر الخطوط الساخنة جرت بين قادة أمنيين وعسكريين لما يُعرف بحلف الممانعة، ممثلاً بسورية وإيران وحزب الله لمناقشة ما خلص إليه اجتماع الدوحة الذي بقيت قراراته طي الكتمان غير معلنة لكنها تسربت للطرف الآخر، وفق ما أكده مصدر سياسي مقرب من القيادة السورية. وعلم أن، وفق تقرير لصحيفة "القدس العربي"، أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل المقيم بدمشق لم تكن بعيدة عن تلك الاتصالات. وبحثت الاتصالات المكثفة تلك الإجراءات المطلوبة حديثاً على الأرض من قبل القيادة العسكرية السورية ونوعية الدعم المستجد من الحلفاء في طهران وحزب الله بهدف مجاراة ما توافق عليه حلفاء المعارضة الذين اجتمعوا في الدوحة. ويقول المصدر السياسي إنه لا يملك معلومات عما تم الاتفاق عليه بين القادة العسكريين بين دمشقوطهران وحزب الله، لكنه أضاف أن لقاءات مباشرة ستجري بينهم لامتصاص نتائج مؤتمر الدوحة. في الأثناء، تفيد معلومات موثوقة أن أصواتا بدأت تعلو داخل بعض القيادات الأمنية والعسكرية لكل من سوريا وإيران وحليفهم في لبنان حزب الله بضرورة نقل أجزاء أمنية من المعركة التي تشنها البلدان الحليفة للمعارضة، خصوصا الإقليمية منها والتي تدعم المقاتلين بالسلاح والمال وتحرض على سورية. وتقول تلك الأصوات إن دمشق وحلفاءها قادرين على نقل جزء من الفوضى الحاصلة في سورية إلى هذه البلدان. ومن جهته يقول المصدر السياسي إن "دمشق غير عاجزة عن نقل نار المعارك في سورية إلى بلدان تشارك في الحرب على سورية، إلا أن القيادة السياسية السورية ترى أن المعركة طويلة الأجل وأن الرئيس السوري بشار الأسد واثق من قدرة الجيش السوري وأنه يرفض الدخول في حروب أمنية مع دول إقليمية". من ناحية أخرى، أعرب أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني عن أمله في أن تُترجَم قرارات مؤتمر الدوحة المنعقد أمس السبت إلى ما يساعد السوريين في الدفاع عن أنفسهم، وهو ما أكد عليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مشددا على مسؤولية المعارضة السورية عن عدم وصول الأسلحة "للمتطرفين" في حين ندد مسؤول إيراني بتوصيات المؤتمر. وبعد لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي بالدوحة، قال الأمير إنه يأمل بأن يُترجَم ما جرى في مؤتمر مجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد أمس بالدوحة إلى ما يساعد السوريين في الدفاع عن أنفسهم وكذلك في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لهم. ومن جهته، دعا هولاند إلى مساعدة المعارضة السورية لكي تدافع عن نفسها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. وفي ختام زيارته للدوحة، قال هولاند خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم إنه تم الاتفاق على تقوية المعارضة السورية وتعزيز أدائها إضافة إلى المساعدة العسكرية، مشيرا إلى مخاوفه من سقوط الأسلحة في أيدي "متطرفين" وهو ما اعتبره مسؤولية المعارضة التي يجب عليها السيطرة على الوضع. وكان وزراء خارجية مجموعة أصدقاء الشعب السوري المكونة من 11 دولة قد اتفقوا أمس على إجراءات عاجلة وعملية لدعم المعارضة السورية ل"تغيير ميزان القوة على الأرض" وذلك بأن تقدم كل دولة على طريقتها المواد والمعدات اللازمة للمعارضة السورية عن طريق قيادة أركان الجيش السوري الحر "من أجل صدّ الهجوم الوحشي الذي يقوم به النظام". كما عبر وزراء الخارجية في البيان الختامي عن قلقهم من "الهجوم العسكري الذي شنه بشار الأسد وإيران وحزب الله ومقاتلون من العراق على الشعب السوري في محاولة لتغيير الأوضاع الميدانية" وعن القلق من تنامي الطائفية في الأزمة السورية، ونادوا بانسحاب هؤلاء المقاتلين فورا.